قبل أسبوعين تقريباً عرضت قناة الجزيرة فيلم “أحرار الشام” من إخراج السوري عبدالرحمن الكيلاني، عرض الفيلم تاريخ حركة أحرار الشام الإسلامية ونشأتها ونبذاً من حيوات مؤسسيها.
توقعت، من اسمه، أن يكون الفيلم ترويجاً لحركة أحرار الشام، لكنه كان منصفاً وأعطى المُشاهد حقه بمعرفة فكر الحركة بالرغم من ضيق الوقت، فلم تكن المدة كافية بالنسبة لفصيل إسلامي له حضوره في الساحة السورية. الفيلم لاقى القبول والإعجاب من المشاهدين ولاقى الرفض والنقد وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتهاء العرض.
روى الفيلم كيف أنّ الحركة لا تنتمي لتنظيم القاعدة ولا لجماعة الإخوان المسلمين ولا لحزب التحرير ولا للجيش السوري الحر، كما جاء على لسان قائد الحركة العام حسان عبود الذي قتل بتاريخ 9 سبتمبر/ أيلول 2014 إثر انفجار مستودع سلاح بظروف مازالت غامضة، وراح معه معظم قيادات الصف الأول، وكان أبرزهم أبو يزن الشامي وأبو طلحة وأبو حمزة الشرقية وأبو أيمن الحموي.
وفي مقطع يتم فيه تحرير إحدى الثكنات العسكرية يقول المقاتل: الله أكبر تم رفع راية حركة أحرار الشام الإسلامية، بالطبع كانت الجملة صادرة عن المقاتل بعفوية لكن هذه الجملة استوقفتني لأسأل هل حركة أحرار الشام تقاتل من أجل اسمها أم من أجل سورية والثورة؟
أرادت حركة أحرار الشام أن تميز نفسها عن فصائل الجيش السوري الحر بإضافة كلمة إسلامية، وكذلك عدم رفع علم الاستقلال (علم الثورة)، ومازالت الحركة تعاني ليومنا هذا من انقسامات واختلاف فكري داخلي، وقد كان موقف الحركة متأخراً تجاه قتال تنظيم “داعش” وتم ذكر هذا في الفيلم على لسان أبرز قادتها أبو حمزة الشرقية مع العلم أن خسارتها مع داعش كانت كبيرة في الرقة وريف حلب الشرقي.
أمّا بالنسبة لعلم الثورة، فلم تقم حتى الآن برفعه رسمياً لا في المقرات ولا على الجبهات ولا بتضمينه في البيانات تخوفاً من انسحاب عناصر تحمل الفكر السلفي الجهادي والذي اعتذر عن تبنيه أبو يزن الشامي نائب قائد الحركة قبل مقتله، وأكد القائد العسكري لأحرار الشام أبو صالح طحان بتغريدة على حسابه في تويتر عدم تبني علم الثورة: علم الثورة الذي نحترم من يحمله بعفوية من الثائرين برغم أننا لا نتبناه لكن الطامة في افتعال النزاعات المجانية.
لا ننكر أن الحركة خرجت من رحم الثورة وأن هناك قادة وعناصر يؤمنون بفكر ومبادئ الثورة ويرفعون علم الثورة لكن كاجتهاد شخصي، لكن لم يكفروا من يرفعه من الثوار.
أحد مؤسسي الحركة وأبرزهم خالد أبو أنس، علّق على المظاهرات التي خرجت في كافة الأراضي السورية يوم الجمعة 4/ 3/ 2016 عبر حسابه على تويتر: “لم تكن المظاهرات السلمية لتستمر لو لم يكن هناك رجال يحمونها، نفخر أننا من حراسها وسنبقى إن شاء الله درعاً لأهلنا في ثورتهم حتى تستعاد حقوقهم”.
وبعد يومين على ما كتب، قمعت مظاهرة خرجت في مدينة إدلب لإسقاط النظام والتأكيد على مبادئ الثورة، وعلى أثرها تم اعتقال عدة أشخاص وتكسير كاميراتهم وتمزيق أعلام الثورة من قِبل اللجنة الأمنية في جيش الفتح، وأهم أعمدة هذا الجيش جبهة النصرة وجند الأقصى وحركة أحرار الشام، ولم يصدر عن الحركة سوى بيان خجول نفى مسؤوليتهم عن التعرض للمظاهرة، ولم يكونوا كما قال خالد أبو أنس حُرّاساً لها.
المصدر : العربي الجديد