بداية من نوفمبر/ تشرين ثاني 2011، أصبح الكادر الرئيسي لتنظيم “ب. ي. د.”، الامتداد السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، يتكون من المقاتلين القادمين من معسكرات بي كا كا في جبال قنديل شمال العراق. وفي الوقت الحالي، فإن عددا ممن تولوا مسؤوليات قيادية في “بي كا كا” في أوقات سابقة، يعملون قياديين في تنظيم “ب. ي. د.” في شمال سوريا.
ويطلق قادة بي كا كا، اسم “ك. ج. ك.”، على الهيكل التنظيمي، الذي يجمع تنظيماتهم في الأقسام الأربعة لما يسمونه “كردستان”. وبناء على التقسيم الذي وضعه هؤلاء القادة، يطلق على ذراع “ك. ج. ك.”، في تركيا “بي كا كا”، وفي سوريا “ب. ي. د.”، وفي العراق “ب. تش. د. ك.”، وفي إيران “بجاك”.
وتم تأسيس تنظيم “ب. ي. د.”، عام 2002 بتعليمات من زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية، عبد الله أوجلان، أوصلها من سجنه عبر محامييه. وتأسس التنظيم باعتباره فرعا لـ “بي كا كا”، التي تحاول إخفاء علاقاتها بامتداداتها التنظيمية.
وتشكل الهيكل التنظيمي لـ “ب. ي. د.”، في مؤتمرات التنظيم التي عقدت بين عامي 2003 و2015. وعقدت تلك المؤتمرات في المعسكرات الإرهابية التي تديرها منظمة “بي كا كا”، وبتوجيهات منها. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، تأسس “ي. ب. ك.”، الجناح المسلح لتنظيم “ب. ي. د.”، وذلك على يد كوادر تدربت في معسكرات “بي كا كا” في شمال العراق، خاصة تلك الواقعة في جبال قنديل.
وفي أكتوبر/ تشرين أول 2015، رصدت أجهزة الأمن التركية، قيام تنظيم “ب. ي. د.”، بإرسال السلاح والذخيرة، إلى المنظمة الأم “بي كا كا”، بالتزامن مع زيادة حجم المساعدات الخارجية التي تصله.
ووصلت تلك الأسلحة والذخائر عبر خطوط القامشلي- نصيبين، وكوباني- سوروج، وعفرين- أمانوسلار. وتضمنت الأسلحة؛ مضادات للدبابات، وصواريخ، ورشاشات ثقيلة، وكان بين الذخائر، قذائف مضادة للطائرات.
وورد ذكر “ي. ب. ك.”، الجناح المسلح لـ “ب. ي. د.”، في التحقيقات المتعلقة، بالهجومين الإرهابيين اللذين شهدتهما العاصمة التركية أنقرة، في 17 فبراير/ شباط الماضي، و13 مارس/ آذار الجاري. وأعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس الثلاثاء، أن منفذة تفجير أنقرة في 13 مارس/ آذار الجاري، انضمت إلى بي كا كا، عام 2013، وتوجهت في وقت لاحق إلى سوريا، حيث تلقت التدريب مع “ي. ب. ك.”.
عضو في المجلس التنفيذي لـ”بي كا كا” يدير “ب. ي. د.”
ووفقا لمصادر أمنية تركية، فإن من يدير تنظيم “ب. ي. د.”، ليس الرئيس المعين للتنظيم، صالح مسلم، وإنما هو “فهمان حسين”، الذي يحمل الاسم الحركي “باهوز إردال”، وهو قائد رفيع المستوى في منظمة “بي كا كا”، تم إرساله من مقر قيادة المنظمة، في جبال قنديل.
ويحتل حسين، منذ النصف الثاني من عام 2014، منصب مسؤول “بي كا كا” العام عن سوريا، حيث يقوم بنقل السياسات والاستراتيجيات، التي تُحدد في مقر القيادة بجبال قنديل، إلى كوادر الـ “ب. ي. د.”.
كما تم تعيين عضو المجلس التنفيذي لـ “بي كا كا/ ك. ج. ك.”، فرحات عبدي شاهين، صاحب الاسم الحركي “شاهين جيلو كوباني- مظلوم”، على رأس “ي. ب. ك.” الجناح المسلح لـ “ب. ي. د.”.
وانتقل شاهين إلى سوريا عام 2012، وهو الذي لم يفارق ممثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التحالف الدولي لمكافحة داعش، بريت ماكغورك، خلال زيارته إلى عين العرب/ كوباني، في 31 يناير/ كانون ثاني 2016.
كما عُين “محمد”، عضو الإدارة العليا لسوريا في “بي كا كا/ ك. ج. ك.”، مسؤولا عن الأمور السياسية في إدارة سوريا العليا بالمنظمة، عام 2013، وتولى أيضا مسؤولية ما يطلق عليه “الكانتونات”.
الوجه النسائي لـ “ب. ي. د.” عضو في بي كا كا منذ ربع قرن
تتولى آسيا عبد الله الرئاسة المشتركة لـ “ب. ي. د.” مع “صالح مسلم”، وهي في نفس الوقت عضو الإدارة العليا لسوريا في “بي كا كا/ ك. ج. ك.”. وآسيا عضو في “بي كا كا” منذ حوالي 25 عاما، وقبل أن تنتقل إلى سوريا، قضت فترات في جبال قنديل ومنطقة “كاره” شمالي العراق.
واستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، العام الماضي في قصر الإليزيه، كلا من آسيا عبد الله، ونسرين عبد الله، إحدى قيادات “ي. ب. ج.”، وحدات حماية المرأة التابعة لـ “ب. ي. د.”.
ويتولى “ألدار خليل”، صاحب الاسم الحركي “وليد خليل”، منصب نائب رئيس “ب. ي. د.”، وهو في نفس الوقت عضو في المجلس التنفيذي لـ “بي كا كا/ ك. ج. ك.”.
أما “جميل أمد” صاحب الاسم الحركي “فؤاد”، فهو مسؤول عن الفعاليات السياسية في قيادة “بي كا كا/ ك. ج. ك.”، في سوريا، وهو في نفس الوقت عضو الإدارة العليا لسوريا في “بي كا كا/ ك. ج. ك.”. وقضى “أمد” فترة طويلة بصحبة عبد الله أوجلان في سوريا.
انضمت حنيفة حسين، صاحبة الاسم الحركي “خالدة”، إلى “بي كا كا” عام 1998، وأصبحت منذ عام 2012 عضو منسق في الذراع النسائي ل “ب. ي. د.”، واختيرت عام 2013 لعضوية المجلس التنفيذي واللجنة المركزية لـ “بي كا كا/ ك. ج. ك.”.
وفي أغسطس/ أب 2013 عُينت حنيفة حسين، مسؤولة عن الكوادر النسائية لـ “ي. ب. ك.”، في قيادة “ك. ج. ك.” في سوريا. وتتولى منذ عام 2015، مسؤولية الفعاليات النسائية السياسية في الإدارة العليا لسوريا في “بي كا كا/ ك. ج. ك.”.
ويستغل تنظيم “ب. ي. د.”، المقاتلات في صفوفه، لإظهار صورته خاصة أمام الغرب، على أنه منظمة “عصرية، علمانية، معادية للتطرف”.
المصدر : وكالة الاناضول