زيتون – حازم حسون
الكثير من «الغباء» في سياسة النظام وبالتحديد عناصر أمنه ومخابراته، تعود إلى تاريخ « التخلف» الذي رسّخه النظام في سوريا، عندما جعل عنصر الأمن أهم من طبيب مخضرم، لكن مع بداية الثورة السورية، بدأ يظهر للعلن بعد ان كان سراً، معنى الغباء الأمني، وتحولت الكثير من المواقف التي تجري بين مواطنين سوريين ورجال الامن إلى «نهفات» نقلوها لاحقاً وأغنت سهراتهم بـ»الضحك».
وين الفيسبوك يا حيوان؟؟
سجل التاريخ طلاب جامعة حلب كأول من خرج في مظاهرات مناهضة للنظام في المدينة، وبأشكال كثيرة منها ما هو علني وفي وسط الجامعة، إلا ان المظاهرات كما هو معروف في سوريا لم تكن تنتهي بصورة «سلمية».
مجموعة من عناصر الأمن « الهائجين» بالمعنى الحرفي للكلمة، توجهوا بعد أحد المظاهرات إلى غرف السكن الجامعي، وقاموا بتفتيش الغرف كلها، لكن ما أثار استغراب الطلاب هو بحثهم عن «الفيسبوك».
في أحد الغرف سأل عنصر أمن من الساحل السوري الطلاب المتواجدين «وين الفيسبوك يا حيوان»، اضطرب الطلاب ولم يعرفوا كيف سيجيبون على السؤال مع استمرار تصريحهم بعدم معرفة أين يكون الفيسبوك بالإضافة إلى استمرار عناصر الأمن بالتفتيش.
وجد أخيراً عناصر الأمن الفيسبوك «الذي يريدونه» وهو «لابتوب» لأحد الطلاب، رفع عنصر الأمن «اللابتوب» وقال «عم تخبو عنا الفيسبوك، وهاد شو عم يشتغل، هاد مو فيسبوك، إي ولله لنفرجيكن نجوم الضهر».
هيّئ هالفلاشة لقلك
على أحد الحواجز، وقف عمار ينتظر دوره بالمرور، وبعد مرور ربع ساعة وصل دوره، حيث قام عناصر الحاجز بتفتيشه، ووجد معه أحد العناصر «فلاشة» لتخزين المعلومات.
وبنظرة المكتشف لجريمة شنيعة قال عنصر الأمن لعمار «معك فلاشة، فلاشة يا جحش» وتوجه فوراً إلى الضابط المناوب وأعطاه «الفلاشة» وأمسك بعمار بطريقة «المحكوم عليه بالإعدام»، نظر الضابط إلى الشاب ووضع الفلاشة في «اللابتو» كما يسميه، ولكنه لم يعرف كيف يفتحها فطلب بعد مجموعة من الشتائم من عمار التقدم لفتحها ومعرفة ما بداخلها.
ومن دون أي تفكير قال عمار للضابط « سيدي مافيني افتحها هيك، هي بدها تهيئة»، أجابه الضابط «طيب شو منتظر يا غبي، هيئها». وبالفعل قام عمار بتهيئة «الفلاشة» وفتحها، ثم توجه للضابط وقال له «سيدي هي الفلاشة، فاضية ولله مافيها شي» رد الضابط عليه «أفيها شي؟؟!! تعال كول كف بس لأنو معك فلاشة، وروح انقلع لعنة الله عليك».
ما بتعرف تكتب إيميلك بالعربي!!؟؟
بعد تحقيق لساعات مع متهم بـ»الخروج في مظاهرات» بالإضافة طبعاً إلى ضرب وتعذيب، طلب الضابط احضار المتهم ليتفاهم معه بـ»الحسنى».
قال الضابط للشاب المتهم «قعود يا ابني، يعني انتو حيوانات، ليش لتطلعوا ضد الرئيس مع انو كتير الزلمة أكابر ومنفتح» لم يرد عليه المتهم بكلمة واحدة.
أردف الضابط « طيب يا ابني تعال فتحلي إيميلك ع هالابتو لشوف». بخوف أو رعب تقدم المتهم خطوات وفتح صفحة موقع «Hotmail» وبدأ يكتب عنوان بريده الالكتروني.
قاطعه الضابط «هلق أبقا تعرفو تكتبوا بالعربي، ليش مانك ما تكتب إيميلك بالعربي يعني، فيني افهم. هي منشان تعرفو انها مؤامرة من أمريكا وبريطانيا، على كلن بسيطة انا بفرجيك، رح خليك ترجع تكتب العربي متل ما الله خلقك».
قديش دفعتي حق هالإيميل؟
أحد ضباط الأمن وبعد تحقيق مع فتاة جامعية بدمشق، توجه لها بسؤال لم تفهمه كثيراً حيث قال لها « قديش دفعتي حتى عملتي هالإيميل ها، قديش كلفك فيني افهم».
لم تعرف بالضبط كيف ستكون الإجابة على هذا السؤال ، لكنه تابع حديثه مباشرة « بندر مايدفعلكن حق الإيميل مو هيكي، بسيطة يا خاينين للوطن، بسيطة».
منشان ميتين ليرة بتخسر وطنك
في أحد المظاهرات بمدينة حماه تمكن عناصر الأمن من القبص على 5 شبان بينما كانوا يحاولون مساعدة فتاة على الهروب من بين أيديهم.
جمع ضابط الأمن الشبان، وقال لهم جميعاً «منشان ميتين ليرة يا كرارة بتخسرو وطنكن، منشان ميتين ليرة من بندر بن سلطان بتخسرو هالبلد يلي عم يطعميكن خبز ب15 ورقة».
وتابع الضابط «ولله لخليكن تحلموا بالخبز يا ….» وطلب من عنصر الأمن أخذهم إلى سجن يحتوي 100 شخص في مساحة لا تتسع لـ10 أشخاص والسبب كما يرويه الشبان « بندر والميتين ليرة».
قصص كثيرة يرويها سوريون استطاعوا الخروج سالمين من بين أيادي المحققين وضباط الأمن، ولم يعرفوا وقتها إن كانوا سيبكوا أم سيضحكوا عليها، لكنهم لاحقاً تناقلوها بين بعضهم لتذكرهم ببعض ما يمتلكه النظام وعناصره من «غباء» يفوق حدود الخيال.