سوريا تتزين بـ”الأخضر”.. والعيد في الشام “عيدان”

10583998_467564843434601_6521134851137522436_n

فيما تعانق الثورة السورية أيام أذار التي اندلعت فيه شرارتها في أنحاء البلاد، يأتي العيدين عيدين كما يقول السوريون أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي شوارع سوريا التي تغطت باللون الأخضر، كيف لا وهو لون الربيع، وأذار الربيع الأكبر للسوريين، فيما الغازي الروسي يعلن كفكفة العباءة التي اهترأت بالصمود الأسطوري لثوار أقسموا اليمين على النصر وليس إلاه.

أذار 2011م، كان هذا اليوم “مشهوداً” برأي كل المحللين السياسيين والمراقبين، الذين التقطوا الإشارات الواردة من نبض هذا الشعب وأقروا بأنه من الصعب أن يقهر، فلا السنين أتعبته ولا القصف بكل ما توفر من أدوات الموت، ولا الجوع والحصار أنهك روحه المتعطشة للحرية.

ورغم حجم الضربات الهمجية الممنهجة لنظام كان للثورة إنجاز أكبر في كشف مستوره أمام شعبه، يأتي الرد والموقف الأكثر صلابةً وانتقاداً لسياسة الأسد، من قِبل عشيقه الروسي، الذي تورط معه في 30 أيلول/سبتمبر 2015م في قرار وطأة الأرض السورية، ليعلنها ومع زهوة ذكرى الثورة هزيمة في أدنى تحليلات المراقبين الموالين أنفسهم، نكراء جداً، عنوانها العريض ألا مصلحة – كما السابقة – باتت تجمع العشيقين، وأن العشق واردٌ أن يعقبه طلاق لا رجعة فيه.

الاستفاقة الروسية كانت أولى بوادرها في 18 من شباط/فبراير الماضي، عندما توجّه فيتالي تشوركين بـ”نصيحة” حادة المذاق يخيّر فيها الأسد ما بين الخروج بكرامة من الأزمة، أو أن الوضع سيكون صعباً للغاية، فيما لوى “ذيل الكلب”، الأسد، كما وصفه الإعلام الروسي نفسه، ذراع الدب على أرضه، وهو الذي أقر اليوم الثلاثاء 15 آذار/مارس 2016 على لسان أحد مسؤولية بأن مصير الأسد ونظامه كان “السقوط” لولا الروس، الذين ذاقوا ذرعاً كما كان متوقعاً من “تصرفات” الأسد التي باتت تصب مباشرة في إحباط تفاهمات الكرملين مع شركائه الدوليين والإقليميين.

فيما أطلق وليد المعلم عدة تصريحات لم يقوى معها الروس على “التطويق” كما سبق ونجحوا في تصريحات الأسد مع مجلس نقابة محامي نظامه مؤخراً، وفي “تطويق” ذيول قراره بالانتخابات النيابية مع ما تحمله من تعارض مع الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها القرار 2254، لتأتي تصريحات أخرى من جعفري النظام في الأمم المتحدة معلنة على ما يبدو نفاذ صبر الدب الروسي وقطع شعرة معاوية بين حلفاء الحرب إلى ما لا نهاية.

في المقابل، هناك، في الميدان، لا شيء ينغص فرحة أذار المجيدة عند السوريين، الذين بدأوا يتهافتون بالآلاف إلى الساحات العامة في وهج جديد للحراك السلمي الذي انطلق في بواكير الثورة، مرددين هتافات ضد كل قوى العدوان التي تتربص بالثورة السورية وتسعى لتدميرها والقضاء عليها، كما تطالب الفصائل العسكرية بجمع الصف والتوحد للذود عن المظلومين وإسقاط نظام الأسد، الذي بات السوريون يدركون في قرارة أنفسهم بأنه ساقط، ساقط، ساقط.