سلّم عنصر منشق عن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وثائق تتضمن بيانات شخصية لـ22 الفاً من افراد التنظيم الجهادي تشتمل على اسمائهم الحقيقية والحركية وعناوينهم وأرقام هواتفهم وجنسياتهم، وفق أعلنت شبكة “سكاي نيوز” التلفزيونية البريطانية أمس (الاربعاء).
وقالت سكاي نيوز ان الجهادي سرق قبل انشقاقه هذه البيانات من رئيس شرطة الأمن الداخلي في التنظيم الجهادي، وسلمها للشبكة الخبارية البريطانية على وحدة ذاكرة وميضية (فلاش ميموري).
واوضحت الشبكة ان هذه البيانات مصدرها استمارات انضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية ملأها الجهاديون انفسهم الموزعون على 51 جنسية.
واضافت ان بعض هذه الوثائق يكشف هويات افراد في التنظيم لم يكونوا معروفين سابقا وهو موجودون في أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا والشرق الاوسط وشمال افريقيا.
ووصف المدير السابق لعمليات مكافحة الارهاب العالمي في المخابرات البريطانية (أم آي6) ريتشارد باريت الحصول على الوثائق بـ”الرائع” مؤكداً انها ستشكل “منجماً من المعلومات المهمة والأساسية خاصة لأجهزة الاستخبارات”.
ولفت باريت الى أن هذه الوثائق تعدّ الأبرز منذ العام 2007، في اشارة الى الوثائق التي عثرت عليها قوات الاحتلال الأميركية في مدينة سنجار الواقعة على الحدود العراقية ـ السورية، والتيتضمنت اسماء 700 مقاتل في التنظيم من الدول العربية.
وقال الخبير في مكافحة الإرهاب في المعهد الملكي للأجهزة المتحدة، أفضل أشرف، ان هذه الوثائق هي الاكثر أهمية بين كل ما تم الكشف عنه بما يتعلق بـ”داعش”، واعتبر ان هذه الوثائق سمنح اجهزة الاستخبارات دلائل ليس فقط عن مكان توافد المنضمين الى التنظيم، بل أيضاً ستقودها الى معرفة من الاسماء المهمة التي قامت بتجنيدهم وسهّلت التحاقهم بـ”داعش”. وأضاف أشرف تحتوي الوثائق على حوالى 500 الف معلومة شخصية، سيصعب على العقل البشري التعامل معها للربط بينها، وعليه ستجنّد الاستخبارات أجهزتها الالكترونية وقدراتها التقنية على قراءة البيانات ورسم الروابط بينها، في معركة تحكمها المعلومات بشكل أساسي وتعد الوثائق سلاحاً فتّاكاً فيها.
وبحسب صور لبعض الاستمارات نشرتها سكاي نيوز فكل منها يشتمل على 23 خانة تبين على سبيل المثال اسم المنضم الى التنظيم واسم عائلته واسمه الحركي واسم امه وفصيلة دمه وتاريخ ولادته وجنسيته وحالته الاجتماعية وعنوانه وهاتفه ومكان اقامته وعمله السابق ومهاراته وتحصيله الدراسي.
كما تشتمل الاستمارات على اسئلة حول ما اذا كان للمنتسب خبرات قتالية والدول التي سافر اليها وكم مكث في كل منها والمنفذ الذي دخل منه وكيف ومتى، وما اذا كان لديه “تزكية” من شخص في التنظيم.
ومن الاسئلة الواردة في الخانات ايضا “هل سبق لك الجهاد واين” وهل يريد الانتساب “كمقاتل ام استشهادي ام انغماسي” و”مستوى السمع والطاعة”.
وورد في هذه الوثائق اسماء جهاديين معروفين مثل عبد الماجد عبد الباري مغني الراب البريطاني السابق الذي نشر صورة لنفسه على تويتر وهو يحمل رأسا مقطوعة.
وسلم هذه الوثائق مقاتل سابق في الجيش السوري الحر كان التحق بالتنظيم الجهادي ويطلق على نفسه اسم “ابو حامد”. وسلم “ابو حامد” الوثائق الى صحافي في تركيا موضحاً انه انشق “بعد انهيار المبادئ الاسلامية التي يؤمن بها” في التنظيم، بحسب سكاي نيوز.
المصدر: الحياة