تتجمع في هذا اليوم، يوم الثامن من آذار، نساء العالم في مختلف أصقاع الأرضليحيين ذكرى أول إضراب نسوي لعاملات أمريكيات في أوائل القرن المنصرم، كان فاتحة لمسيرة نضالية تطالب بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة في كل بلدان العالم.
ونتجمع نحن – النساء السوريات – اليوم في أرض ليست أرضنا، نتجمع وقلوبنا مثقلة بهموم وطن نتطلع أن يجمعنا على أرضه، نتجمع لنحيي مرور العام الخامس لدخول المرأة السورية في صمودها الأسطوري أمام أعتى آلة إجرامية عرفتها البشرية ، أصابت فيها المرأة ما أصاب الشعب السوري من ويلات وكوارث، جرّاء مطالبتها بالحرية والخلاص من نظام استعبد السوريين لأربعين عاماً فنالت من الاعتقال والموت والتهجير والتشريد ما نالته، ولكنها أيضا نالت الشرف في أنها كانت من الأوائل ممّن أطلقوا صرخة الحرية، إذ تجمع الإحصائيات على أن 60% من تنسيقيات الثورة السورية كانت من النساء و رغم التراجع الشكلي في دورها بعد مرحلة العسكرة للثورة السورية إلاّ أنها مازالت تقاوم وتدفع الضريبة مضاعفة وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ورغم الإنهاك والتعب إلاّ أن عزيمتها وإصرارها على نيل الحرية لا يلين، فالمرأة السورية أدركت أن لا حقوق للمرأة ولا حرية لها إلاّ في بلد حرّ يحكمه القانون والدستور، وما التهميش الذي تعرضت له المرأة السورية الثائرة إلاّ جزءاً من التهميش الذي تعرض له الشعب السوري الثائر بعد تكالب العالم على ثورته ومصادرة قراره ، وها هو الشعب السوري اليوم وبعد خمس سنوات من القتل والتدمير، ها هو برجاله ونسائه بشيبه وشبانه، يرفع الصوت عالياً بشعاره الأول: “الشعب يريد إسقاط النظام”.
إنّنا نتوجه، في هذا اليوم إلى كل نساء العالم، وإلى كل المنظمات التي عملت مع النساء السوريات، لنقول أن قضيتنا قضية حرّية، قضية حق في حياة حرّة كريمة، ليبذلوا الجهد في الضغط على حكوماتهم للسعي الجدّي لوقف معاناتنا المستمرة للسنة الخامسة على التوالي.
إنّنا سائرات في طريق الحرية، مدركات أنّنا بقدر ما نساهم في نيل حرية بلدنا بقدر ما ننال حقوقنا كنساء في سوريا المستقبل.
-عاشت سوريا حرّة أبية.
-المجد والخلود لشهيدات الثورة السورية.
-الحرية للمعتقلات في السجون الأسدية.
-الحرية للمختطفات في الأقبية الظلامية.
سوريات ثائرات
8/3/2016