يبدو أن الهدنة التي أعلنت قبل ساعات في سوريا ما تزال صامدة، إذ يسود هدوء حذر معظم المناطق السورية بعد تسجيل أول خرق للهدنة في تلبيسة بريف حمص واليادودة بريف درعا من قبل قوات النظام بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة الذي أفاد باستهداف مدينة تلبيسة بقصف مدفعي.
وعم الهدوء دمشق وريفها، إذ سيطر هدوء تام على مطار حميميم العسكري، وتوقف لحركة الطيران الروسي من المطار، كما ساد هدوء جبهات ريف اللاذقية الشمالي وريفي حمص وحماة الشماليين أيضا، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وفي حلب عم هدوء أيضا معظم الجبهات فيما تخللته أصوات إطلاق نار سمعت في أحياء حلب القديمة.
وكانت هيئة التنسيقيات أعلنت بعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أن النظام السوري سجل أول خروقاته للهدنة في تلبيسة بريف حمص ودرعا.
وصادق مجلس الأمن بالإجماع على قرار الهدنة في سوريا، فيما دعا ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي إلى سوريا، لاستئناف المباحثات حول سوريا في 7 مارس المقبل.
وتوقع دي ميستورا، السبت، حدوث “سقطات” في وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه عند منتصف الليل بتوقيت دمشق يوم الجمعة، وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال.
وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع “هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات” في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا.
وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل.
وستتولى الولايات المتحدة وروسيا مراقبة وقف العمليات القتالية عن طريق مراكز في واشنطن وموسكو وعمان ومدينة اللاذقية السورية ومقر الأمم المتحدة في جنيف.
وفي حالة نشوب قتال ستخطر الولايات المتحدة وروسيا الدول الأخرى التي تدعم عملية السلام.
وقال دي ميستورا إن اللجوء إلى رد عسكري يجب أن يكون ملاذا أخيرا ومتناسبا.
وإذا تماسك وقف العمليات القتالية فإن دي ميستورا يعتزم بدء جولة ثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في 7 من مارس تمتد لمدة ثلاثة أسابيع في المرحلة الأولى.
وستظل أجندة المحادثات هي نفسها كما كانت في الجولة الأولى التي علقها دي ميستورا فجأة في الثالث من فبراير، وهي تشكيل حكومة جديدة شاملة، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون 18 شهرا.
وقال دي ميستورا إن قوات النظام قبلت بوقف الهجمات، ومن ضمنها القصف الجوي، مشيرا إلى أنه يتابع بنفسه مسألة إدخال المساعدات للمناطق السورية المحاصرة.
وأكدت مندوبة أميركا بالأمم المتحدة أن اتفاق وقف إطلاق النار سيغير واقع ملايين السوريين.
فيما شدد نائب وزير الخارجية الروسي على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، مؤكدا أنه لا يجب أن تضيع هذه الفرصة التاريخية للحل في سوريا.
وقال مندوب مصر بالأمم المتحدة إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مسؤولية كل الأطراف.
من جانبه، دعا مندوب فرنسا بالأمم المتحدة لضرورة التوصل لنتائج ملموسة قائلا “لا نرغب في وعود فقط، وإنما نتائج ملموسة للسوريين”.
في المقابل، أعلنت هيئة المفاوضات السورية، الجمعة، أن نحو 100 جماعات المعارضة السورية المسلحة التي يحق لها المشاركة في وقف القتال أبدت استعدادها للالتزام به.
وحذرت هيئة المفاوضات من استغلال النظام وحلفائه للهدنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.