مدينة داريّا.. خاصرة الثورة .. تودع شهيدين من أبنائها

1915311_1567482853564939_4438037412895241438_n

شيعت مدينة داريا صباح اليوم السبت، أول أيام الهدنة التي وقعت عليها الدول الكبرى حول سوريا، شهيدين جراء نقص المواد الطبية والأدوية في المدينة المحاصرة من قبل قوات النظام وميليشياته الطائفية.
وأكدت مصادر ميدانية لـ ” زيتون” إن مدنيان استشهدا صباح اليوم في مدينة داريا جراء نقص الأدوية والمعدات الطبية إلى جانب نقص الغذاء والقصف المتواصل على المدينة.
وكان مصدر عسكري تابع لنظام الأسد أكد لوكالة الأنباء الفرنسية في وقتٍ سابق، أن مدينة داريا غير مشمولة بقرار وقف العمليات العسكرية، لأن جبهة النصرة أحد الفصائل المقاتلة داخل المدينة على حد زعمه.
وأطلق ناشطون عدة وسوم تعبيراً عن رفض الهدنة في حال استثناء مدينة داريا المحاصرة والتي تتعرض لهجمة شرسة منها، حيث غرّد الناشطون على وسم ‫#‏لا_هدنة_دون_داريا‬ مشيرين إلى أن المدينة صمدت أمام آلة إجرام الأسد وميليشياته.
وتمتلك داريا موقعًا استراتيجيًا كونها تحاذي حي المزة الدمشقي الشهير وسط العاصمة، وتبعد المدينة عن العاصمة دمشق 7 كم وعن القصر الجمهوري 5 كم، كما أنها تحاذي عددًا من الطرق الرئيسية مثل “أوتوستراد المزة” و”أوتوستراد درعا الدولي” وطريق “المتحلق الجنوبي”.
وتقع بمحاذاة مطار المزة العسكري، ومقر المخابرات الجوية الواقع ضمن كتلة المطار، كما أنها تقع بين مساكن عديدة لعناصر وقيادات الحرس الجمهوري، فضلاً عن قربها من مركز انطلاق حافلات السومرية.
وسوّى القصف أبنية المدينة بالأرض، ولم يستثنِ ذلك القصف مساجد المدينة، إذ تم قصف 11 مسجداً، ويأتي مسجد حزقيل والمنبر والتوبة وعثمان بين عفان والخلفاء الراشدين ضمن قائمة المساجد التي تعرضت لانتقام النظام من المدينة التي تحدّت الأسد منذ بداية الثورة.
وتتعرض بشكل يومي لقصف مكثف من الطيران المروحي وصواريخ الفيل إذ سجل ناشطون سقوط 76 برميلاً و 14 صاروخاً ومئات القذائف المدفعية يوم أمس الجمعة على أحياء المدينة.
وتشن قوات الأسد مدعومةً بالميليشيات الطائفية وسلاح الجو الروسي، حملة عسكرية عنيفة منذ 4 أشهر على المدينة الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة منذ عام 2012.
ويتبع نظام الأسد سياسة الأرض المحروقة في معركته التي يخوضها تحت إشراف خبراء روس وبقيادة الميليشيات العراقية، على المدينة، بعد فصلها عن مدينة معضمية الشام.
ويقاتل في المدينة لواء شهداء الإسلام التابع للجبهة الجنوبية في الجيش الحر ويمسك 80% من جبهات المدينة، إلى جانب الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام.
وبحسب المجلس المحلي والمركز الإعلامي لمدينة داريا، يوجد في مدينة داريا، 8300 مدني، وتجمّع عددٌ منهم صباح الأحد 2016/2/21، في أحد أزقة المدينة المحاصرة للقيام باعتصام طالبوا خلاله المجتمع الدولي أن يضغط ليشمل إدخال المساعدات مدينتهم.
ويعاني أهالي المدينة من انقطاع كامل للخدمات الأساسية والمواد الغذائية والطبية، وخرجت نداءات استغاثة من ناشطين داخل المدينة وخارجها لوقف الحملة العسكرية ولا حياة لمن تنادي.