قال مسؤول المكتب السياسي لجيش الثوار سابقاً «علاء الشيخ» إن بداية تشكيل فصيل جيش الثوار كان لقتال نظام الأسد بدون ارتباطه بأي أجندات خارجية، وللعمل لصالح الثورة السورية كأي فصيل عسكري من «الجيش الحر».
ويتابع حديثه لـ «القدس العربي»، «عند زيارتي إلى قرية مريمين القريبة من مدينة عفرين الكردية بعد أسبوعين من تشكيل جيش الثوار للإطلاع على المنهج السياسي للكتائب هناك والتي يتمركز فيها جيش الثوار ممثلاً بجبهة الأكراد، لاحظت إنشاء متاريس إسمنتية وأبراج على محيط القرية، فاستفسرت عن سبب إنشاء المتاريس في قرية بعيدة عن جبهات النظام وتنظيم الدولة، فكان الجواب من قائد جبهة الأكراد صلاح جبو: لحماية أنفسنا من أي هجوم لتنظيم الدولة أو النصرة، وهذا أعطاني انطباعاً بأنّ أيادي بدأت تحوّل الجيش إلى خط حماية عن عفرين الكردية، وبدأت تبعده عن الهدف الرئيسي لتشكيل هذا الفصيل العسكري»، على حد وصفه.
وأضاف علاء الشيخ «قال لي بعض القيادات داخل الجيش أنّ صلاح جبو قائد جبهة الأكراد قام بتوزيع مبالغ مالية طائلة ووضعها في صندوق الجيش، وصلاح جبو كردي سوري مرتبط ويعمل لصالح الوحدات الكردية، فقررت فوراً الانشقاق عن الجيش وانشقت معي فصائل عربية من الجيش الحر منها لواء شهداء الأتارب، الفوج 777، تجمع ثوار حمص وبعض الفصائل الأخرى».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اتجهت لضم جيش الثوار للوحدات الكردية YPG والعديد من الفصائل الأخرى تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية للتغطية على فشلها بحماية الفرقة 30 التي هاجمتها جبهة النصرة في مدينة أعزاز، وبسبب فشل برنامج تدريب المعارضة، وقامت قوات سوريا الديمقراطية والتي تتحكم «الوحدات الكردية» في قراراتها بضم لواء السلاجقة التركماني، والمؤلف من عشرات المقاتلين، ووضع المتحدث باسمها سوري تركماني بغية إحراج أنقرة أمام مشروع قوات سوريا الديمقراطية.
وأردف الشيخ أنّ رواتب المقاتلين في الجيش تتراوح من 200-250 دولارا وهذا مبلغ يعتبر ضخماً كراتب شهري لفصيل من «الجيش الحر»، حيث أكد علاء أنه انشق عن الجيش مع عدد من الألوية الأخرى منذ تسعة أشهر بعد تشكيله بشهر، وبقي ضمن التشكيل حوالي 100 عنصر من العرب وعدد قليل من التركمان، والبقية من لواء جبهة الأكراد ذات الصلة مع وحدات حماية الشعب الكرديةYPG.
وكشف مصدر عسكري بحلب أنّ وحدات حماية الشعب الكردي YPG رفضت قتال قوات النظام السوري وفضّلت الإبقاء ضمن خطتها العسكرية على قتال تنظيم الدولة، وذلك بعد عرض قدمته الولايات المتحدة الأمريكية منذ أشهر للإعلان عن مشروع تشكيل عسكري يبدأ عملياته ضد قوات النظام وتنظيم الدولة، إلا أنّ وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي رفضت وأصرّت على قتال تنظيم الدولة ضمن تحركاتها العسكرية.
وأضاف المصدر «م.أ » وهو قيادي عسكري، لـ «القدس العربي»، «أنّ ألوية وكتائب من الجيش الحر في شمال ووسط سوريا «كانت على وشك الإعلان عن تشكيل عسكري يضم الوحدات الكردية على شرط البدء ضد قوات النظام ، لكن الوحدات الكردية رفضت مما دفع تلك الألوية إلى رفض تشكيل لا ينص على قتال الأسد نظرياً وفعلياً ليلتغي المشروع نهائياً، وتفاجأنا بإعلان قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة فصائل أخرى قد شكّلت معظمها من فترة قريبة.
ويعتبر فصيل قوات سوريا الديمقراطية فصيلاً غير متكافئ من حيث مكوناته الرئيسية والتي تتألف من فصائل عسكرية عدة أهمها الوحدات الكردية YPGوالتي تتحكم في القرار الفعلي على الأرض، حيث اقتحمت هذه القوات مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي على أنها قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن كل مقاطع الفيديو والصور تشير إلى تواجد كردي كامل داخل المدينة.
ويتكون جيش الثوار من عناصر وقيادات من العناصر الهارين من هجوم تنظيم جبهة النصرة على بعض فصائل ريف إدلب وريف حلب إلى قرية مريمين بالقرب من عفرين ، ويتسلم المدعو «أبو علي برد» القيادة العسكرية لجيش الثوار وهو قائد لواء المهام الخاصة 455 سابقاً، بينما يعمل «صلاح جبو» كقائد عام على جيش الثوار، وكان يترأس جبهة الأكراد قبل تشكيل فصيل جيش الثوار. ومن أبرز قيادات جيش الثوار «طه حج طه» وكان يعمل لدى حركة حزم حيث توجه لعفرين مع بعض من عناصره بعد حل الحركة نتيجة الاشتباكات العسكرية مع جبهة النصرة، وأبو عدي منع من فصيل لواء غرباء الشام سابقاً وانشق عن اللواء منذ زمن وانضم لجيش الثوار، وأبو جمعة البناوي من فصيل غرباء الشام ايضاً والذي حاربه تنظيم الدولة عام 2013 في منطقة الجزيرة السورية، وطلال سلو قائد لواء السلاجقة التركماني وهو يعمل متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية وكقيادي بجيش الثوار، وطارق أبو زيد من الفرقة 30 سابقاً يعمل كمتحدث إعلامي باسم فصيل جيش الثوار، وعناصر من لواء أحرار الزاوية والذين يشكلون النسبة الأكبر بين عناصر جيش الثوار.
وقال ناشطون إن بعض مقاتلي وقوات سوريا الديمقراطية ملاحقون من قبل هيئات ومحاكم شرعية بقضايا مختلفة، وتوجهوا إلى عفرين الكردية والخارجة عن سلطة هذه الهيئات للتملص من تلك الأحكام، بينما أكدوا أن بعض القيادات والعناصر تشهد لهم ساحات القتال عند انطلاقة الثورة السورية.
ويقدّر عدد فصيل جيش الثوار نحو 500 مقاتل يتواجد معظمهم في قرى مريمين، وكشتعار، وشوارغة الواقعة على محيط مدينة عفرين، ويتخذ الفصيل علم الثورة السورية جزءاً من شعاره، إلا أنه بعد انخراطه ضمن قوات سوريا الديمقراطية لم يقاتل قوات النظام السوري واكتفى بقتال فصائل غرفة عمليات مارع المكونة وتنظيم الدولة وتنظيم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وجميعها معارضة لنظام الأسد.
من جهة أخرى أفرج جيش الثوار «ضمن مبادرة حسن نية حسب وصفه» عن قيادات وعناصر تابعة للواء الفتح كان قد اعتقلهم في قرية عين ذقنة بالقرب من مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي أثناء الاشتباكات بين الجيش الحر من جهة وجيش الثوار والوحدات الكردية YPG الممثلة بقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، وذلك وسط تمهيد جوي روسي عنيف للوحدات الكردية وجيش الثوار ضد فصائل المعارضة المسلحة.
المصدر: القدس العربي – ياسين رائد الحلبي