السويداء على وقع “الانفلات الأمني”: سرقات وخطف في وضح النهار!!

12744576_460671450790607_1818238691424666193_n

في السويداء التي لطالما بقيت كما يقول ناشطوها (القلة من المعارضين للنظام) بعيدة عن الإعلام الثوري، بدأت تجتاحها مؤخراً، وبشكل ملحوظ، ظاهرة جديدة متمثلة في انتشار عصابات السطو وقطاع الطرق في مدنها وبلداتها الخاضعة كلياً لسيطرة نظام الأسد والميليشيات المتطوعة للقتال معه.

وفي حين تَتهم ميليشيات النظام الثوار بارتكاب أعمال خارجة عن القانون وتحاول عبر إعلامها التسويق للمناطق المحررة على أنها مليئة بالفوضى والسلب والنهب والاعتداء على المدنيين، تتضاعف يومياً بعد يوم سلسة أعمال خارجة عن القانون، لا تقارن بحال بما يجري في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، في حين تتواجد في مناطق النظام سلطاته التي تدعي انتشار ما تسميها “نعمة الأمن والأمان” فيها، ومن بينها محافظة السويداء جنوب سوريا.

تقول ناهدة بلان من المحافظة ذات الغالبية الدرزية لـ”زيتون”: “لا تكاد تتوقف حالياً جرائم السطو والنهب والسرقة والاعتداء على الأهالي والنازحين هنا، كل ذلك بوجود (السلطات) التي لا تولي الأمر أي اهتمام، لا بل إن عدداً كبيراً من قطاع الطرق والسارقين باتوا محميين منها أو تابعين لها، هذه هي الحقيقة المرة!!”.

وتضيف “لم نعد نشعر بأي أمان نحن كأبناء المحافظة ولا حتى النازحين الضيوف لدينا من مناطق أخرى، لا يمكنك الأن أن تخرج من بيتك بعد الساعة السابعة مساء، والمشكلة أن حواجز (الدفاع الوطني) واللجان (اللجان الشعبية الموالية) تتواجد في كل مكان، لم نعقد نعلم كيف تتم أعمال التشليح والنهب، هم الأن يخطفون مدنيين ويفاوضون عليهم طلباً للفديات المالية، هل نحن نعيش بـ(دولة)، لا أعتقد ذلك!!”.

بالمقابل، تشير المصادر من داخل السويداء إلى انتشار كبير ملحوظ لعمليات الفوضى المتعددة، بدءاً من أعمال السلب والنهب، وصولاً إلى القتل المجهول والخطف، وهو ما سجل ارتفاعاً مه بدء النظام تشكيل ميليشيات داعمة له داخل المحافظة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الجريمة إلى حد غير مسبوق، حيث تتورط عناصر من تلك الميليشيات وقيادات فيها في غالبية تلك الجرائم.

ويعتبر سامر أ.ح وهو ناشط ميداني أن “غياب وجود الردع القانوني للسارقين والقتلة ومختلف أصناف المجرمين المتواجدين الأن علناً أمام سلطات النظام، أدى لانفلات الأمور بقطاع المدينة أولاً، ثم عم الأمر ليشمل الأرياف كافة”، ويتابع قائلاً: “الآن لا يأمن أهالي الجبل على أنفسهم من تلك الميليشيات نفسها، والجميع يدرك تابعية العصابات لها، أو على الأقل التغطية عليها من قيادات معروفة بالاسم”.

أيضاً، يشكو أبو خليل، وهو نازح من درعا للسويداء خوف النازحين من عمليات إيذاء او انتقام كما يقول، ويضيف “لا نشعر بالأمان هنا، لكن لا مفر لنا، أين نذهب بأنفسنا؟! بأطفالنا؟! بنسائنا؟! الآن نخشى الموت كل لحظة، نحن نسمع عن عمليات انتقام تحصل وأيضاً سطو على البيوت، لا أحد سيحمينا إذا وقع أي مكروه. قبل يومين تم خطف أحد النازحين من درعا في قرية (عريقة) ولم يتركوه إلا بعض قبض مبلغ 400 ألف ليرة (سورية)..!!”.

وتشير المصادر الميدانية إلى أنه وخلال أسبوع واحد فقط، سجلت جرائم نهب وسطو وخطف بشكل يومي تقريباُ في مدينة السويداء وأريافها، فيما وقفت القوات الموالية موقف المتفرج عليها، ما أثار حفيظة دروز الجبل تحديداً، الذين بدأوا بالاعتماد على ما تسمى “اللجان الشعبية” المكونة من أبنائهم لحماية مناطقهم، دون الاكتراث بوجود قوات الأسد وميليشياتها.

وتتنوع أعمال السرقة حالياً التي تتم في السويداء وريفها، ويأتي على رأسها السطو على الدراجات النارية والماشية والسيارات والمصاغ الذهبي، فضلاً عن الخطف مقابل الفدية.