نفذ أهالي مدينة داريا المحاصرين اعتصاماً حاشداً، اليوم الأحد، طالبوا من خلاله بفك الحصار الخانق الذي
تفرضه عليهم قوات الأسد وميليشياتها، بعد وصول الأوضاع الإنسانية في المدينة لدرجة مأساوية.
وشارك في الاعتصام العشرات أهالي المدينة، بينهم نساء وأطفال، حيث رفع المشاركون لافتات كتبت عليها عبارات منددة بجريمة الحصار المفروض عليهم والقصف اليومي الذي يهدد حياتهم، مذكرين بالواقع الإنساني الصعب الذي يعيشونه في ظل الحصار والقصف.
وقال عضو المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في داريا، مهند أبو الزين، لـ”زيتون”: “ما جرى اليوم هو اعتصام لنساء وأطفال ومدنيين محاصرين من داريا، قاموا به بجانب إحدى المدارس المدمرة، لتوجيه مطالبهم للمنظمات الدوليةن على رأسها الأمم المتحدة”.
وأدان الأهالي المحاصرين بحسب “أبو الزين” التجاهل المتعمد من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لوجودهم في داريا، بالإضافة لرفع الحصار وإيقاف القصف
دخول وفود دولية لمعاينة الوضع عن قرب، والتأكيد على وجود مئات العائلات المحاصرة، بعد سوء الأوضاع الإنسانية نتيجة إحكام الحصار وتمكن النظام من فصل داريا عن المعضمية، وبدءه حملة لاقتحام المدينة وسيطرته على مساحات زراعية
كان سكان داريا المحاصرين يستفيدون منها في تخفيف معاناتهم”.
بدوره، قال الناشط الحقوقي معروف محمود لـ”زيتون”: “لا زالت الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وميليشيات حزب الله تحاصر قرابة 13 ألف مدني بداريا منذ أكثر من 3 سنوات، حيث بلغت الأوضاع الطبية والغذائية حالياً حدوداً باتت تنذر بالخطر، في ظل اشتداد وتيرة الحصار، بالتزامن مع عمليات القصف والهجوم التي يشنها الأسد وميلشياته للسيطرة عليها”.
وأضاف “تأتي أهمية داريا كونها من أهم مناطق الغوطة، حيث تربط الغوطة الغربية بمدينة دمشق وجنوبها ومطار المزة العسكري، ما دفع النظام لحشد آلاف الجنود والمرتزقة سعياً لاستعادتها”.
يشار إلى أن مدينة داريا تتعرض لأعلى معدل من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام في سوريا حيث تجاوز إجمالي عدد البراميل ٦٦٠٠ برميلاً، إضافة إلى التصعيد الكبير في الحملة العسكرية منذ ٤ أشهر الذي أدى إلى الفصل الكامل بين مدينتي داريا ومعضمية الشام.