زيتون – أسامة العيسى
على الرغم من ابتعادها عن الزخم الثوري الذي لم يهدأ منذ أذار/مارس 2011م، في وقت أصيب فيه باهتزازات متتالية، كادت أن تفجر فيها الثورة، ليلتحق من فيها بركبها السائر في سنته الخامسة، لا زالت السويداء بعيدة عن الإعلام “الثوري” كما يقول أهلها، وتندرج في تصنيفات الثورة في إطار المناطق المحايدة، في حين يصنفها أخرون كمحافظة ذات غالبية مؤيدة للنظام، بينما وفي حقيقة الأمر كانت السويداء في مدينتها وريفها البقعة الجغرافية التي ضمت عدداً كبيراً من نازحي الجنوب السوري، ممن لا زالوا يعيشون فيها لغاية اليوم.
وفي حين تفيد بعض التقديرات بأن عدد سكانها مدينة السويداء وحدها بات في حدود 200 ألف نسمة، بينما تجاوز عدد سكان المحافظة ككل عتبة 450 ألف نسمة مع توافد النازحين خلال مرحلة الثورة، يشتكي العديد من المواطنين والنازحين ما قالوا إنه “التعتيم الإعلامي” على مشكلة النزوح للمحافظة، وعلى إمكاناتهم الضعيفة في الحصول على لقمة عيشهم، في ظل شح الدعم الإغاثي المقدم لهم.
تغريد م. وهي نازحة مع زوجها من ريف القنيطرة إلى السويداء منذ قرابة سنتين ونصف ولا زالت هناك، تقول لـ”زيتون”: “هنا لا أحد يهتم بنا، المساعدات ضئيلة وليست مثل المناطق الأخرى، فقط ما يقدمه الهلال لنا (الهلال الأحمر العربي السوري)، بينما في المناطق الأخرى تأتيهم مساعدات وصناديق إغاثة من كل الجهات. معي 7 أطفال وأنا وزوجي، العمل غير توفر، أغلب الأيام نضطر لأن نطلب الطعام من بعض فاعلي الخير..!!”.
وتضيف تغريد “ليست فقط المشكلة في الطعام والشراب، هناك أيضاً غلاء والمال غير موجود معنا، أيضاً الحصول على مكان آمن للسكن أمر صعب، بالمقابل لا أحد يهتم بنا ولا الإعلام ينقل مشاكل النازحين هنا، وكأننا لسنا من السوريين، مع العلم أن أغلبية النازحين هنا من درعا وريف دمشق ودمشق والقنيطرة.!!”.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد بلغ عدد الأُسر الوافدة إلى مراكز الهلال الأحمر العربي السوري في السويداء حوالي 12 ألف أسرة حتى مطلع العام 2016م, وهؤلاء كما أشير يتكفل الهلال الأحمر بتقديم العون الإغاثي والصحي لهم، وتأمين المتوفر من المساعدات بالتنسيق مع الجهات الدولية والتابعة للنظام السوري.
ربا أ.ج، ناشطة ميدانية من السويداء في مجال إغاثة النازحين، تقول لـ”زيتون”: “المساعدات الإغاثية التي تصل للسويداء لنقوم بتوزيعها على النازحين المستمرين بالتوافد حتى هذا اليوم قليلة جداً، بالمقارنة مع حجم النزوح الفعلي. أما طبيعتها فتكون على شكل سلة غذائية تتضمن مجموعة من المواد الغذائية وبعض الاحتياجات المنزلية، من بينها أدوات تنظيف وما إلى ذلك”.
وتضيف “نتمنى على الإعلام، لا سيما الثوري منه تسليط الضوء قليلاً على مشكلة النزوح في السويداء، فهؤلاء النازحون هم أهلنا، وأنا من واجبي كابنة السويداء أن أتطوع وأهب لمساعدتهم برفقة مجموعة كبيرة من النشطاء، فالسويداء إن كانت الظروف المحيطة أدت لأن يكون الحال فيها على ما هو عليه الآن، فإن الأفضل بالمقابل الالتفات إلى مسألة مهمة، وهي أن هذه المحافظة بمدينتها وريفها باتت حاضنة نزوح كبيرة. أهلنا القادمون من درعا والقنيطرة ودمشق وريفها، ومنهم أيضاً من حمص وقليل من مناطق أخرى، هم بين أهلهم وإخوانهم، ولن نتوقف عن تقديم واجبنا لهم أبداً”.
من جهة أخرى، يتحدث النازحون إلى السويداء عن إشكالات تواجههم من قبيل الاستغلال والابتزاز العديدة على أكثر من صعيد، سواء في مجال الحصول على سكن بالأجرة، أو من حيث الحصول على لقمة يومهم، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار الفاحش.
سليمان ح. نازح من ريف درعا إلى السويداء برفقة عائلته وأطفال أولاده، يقول: “الحمد لله فنحن نشكر الله فقط على أننا أحياء، لكن في المقابل إذا كان بإمكان الشخص الكبير أن يصبر على الجوع فالطفل الصغير لا يمكنه ذلك. نطلب فقط أن يتم تقديم مساعدات تفي باحتياجاتنا. هنا شهر نحصل على شيء وأشهر أخرى لا، والسبب كما يقولون لا يوجد مساعدات، كذلك الغلاء رفع الأسعار لحدود باتت تفوق قدرتنا على الشراء. نحن نعتمد على ما نملك من نقود يومية حيث أعمل في عتال (مياومة) لأتي بلقمة العيش لأكثر من 14 شخص معي. عدد من أبنائي قضوا في درعا، وأنا هنا بمن عاش، هربت بهم كي لا يموتوا هم أيضاً”.
ويضيف “بعض التجار يعاملونا وكأننا بقرة حلوب، هم لا يلتفتون إلى مأساتنا الانسانية ولا حجم ما نعاني منه من ضيق كبير. وإذا أردت استئجار بيت فالسمسار يريد المال والبعض رفعوا أجرة البيوت لأن النزوح مستمر، ومن لا يملك المال وهرب من الموت ولا يريد مغادرة البلد قلي كيف يعيش؟!”.
بالمقابل، يقول سجيع ب.ح، وهو ناشط حقوقي من السويداء متحدثاً عن إشكالية النزوح فيها: “الوضع الإنساني للنازحين صعب بكل أسف، وهناك فئات ممن يسمون تجار الأزمات يتحكمون بالضعفاء منهم، وهنا لا يوجد منظمات تقدم مساعدات بشكل دوري ومنتظم كما المناطق الأخرى بسوريا، وأتحدث هنا عن المحرر منها”.
ويضيف “المنظمة الوحيدة التي تقدم المساعدات الإغاثية والإنسانية هي منظمة الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع العديد من الأهالي في السويداء، وفي حالات كثيرة لا يكون هناك دعم إغاثي فيقوم الأهالي بإغاثة إخوانهم بما يتوفر لديهم. بالمقابل تبقى السويداء بعيدة عن عدسات الكاميرات أو نقل ما فيها من معاناة لأسباب لا نعلم ما هي، لأن هذا الأمر في الحقيقة واجب إنساني على الجميع القيام به، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى”.
وأوضح ب.ح أن محافظة السويداء تحتضن حالياً أكثر من 67 ألف نازح من كافة المناطق السورية، مشيراً إلى أن درعا المجاورة تأتي على قائمة الترتيب تليها ريف دمشق ودمشق ومن ثم القنيطرة.
وفي حين تفيد بعض التقديرات بأن عدد سكانها مدينة السويداء وحدها بات في حدود 200 ألف نسمة، بينما تجاوز عدد سكان المحافظة ككل عتبة 450 ألف نسمة مع توافد النازحين خلال مرحلة الثورة، يشتكي العديد من المواطنين والنازحين ما قالوا إنه “التعتيم الإعلامي” على مشكلة النزوح للمحافظة، وعلى إمكاناتهم الضعيفة في الحصول على لقمة عيشهم، في ظل شح الدعم الإغاثي المقدم لهم.
تغريد م. وهي نازحة مع زوجها من ريف القنيطرة إلى السويداء منذ قرابة سنتين ونصف ولا زالت هناك، تقول لـ”زيتون”: “هنا لا أحد يهتم بنا، المساعدات ضئيلة وليست مثل المناطق الأخرى، فقط ما يقدمه الهلال لنا (الهلال الأحمر العربي السوري)، بينما في المناطق الأخرى تأتيهم مساعدات وصناديق إغاثة من كل الجهات. معي 7 أطفال وأنا وزوجي، العمل غير توفر، أغلب الأيام نضطر لأن نطلب الطعام من بعض فاعلي الخير..!!”.
وتضيف تغريد “ليست فقط المشكلة في الطعام والشراب، هناك أيضاً غلاء والمال غير موجود معنا، أيضاً الحصول على مكان آمن للسكن أمر صعب، بالمقابل لا أحد يهتم بنا ولا الإعلام ينقل مشاكل النازحين هنا، وكأننا لسنا من السوريين، مع العلم أن أغلبية النازحين هنا من درعا وريف دمشق ودمشق والقنيطرة.!!”.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد بلغ عدد الأُسر الوافدة إلى مراكز الهلال الأحمر العربي السوري في السويداء حوالي 12 ألف أسرة حتى مطلع العام 2016م, وهؤلاء كما أشير يتكفل الهلال الأحمر بتقديم العون الإغاثي والصحي لهم، وتأمين المتوفر من المساعدات بالتنسيق مع الجهات الدولية والتابعة للنظام السوري.
ربا أ.ج، ناشطة ميدانية من السويداء في مجال إغاثة النازحين، تقول لـ”زيتون”: “المساعدات الإغاثية التي تصل للسويداء لنقوم بتوزيعها على النازحين المستمرين بالتوافد حتى هذا اليوم قليلة جداً، بالمقارنة مع حجم النزوح الفعلي. أما طبيعتها فتكون على شكل سلة غذائية تتضمن مجموعة من المواد الغذائية وبعض الاحتياجات المنزلية، من بينها أدوات تنظيف وما إلى ذلك”.
وتضيف “نتمنى على الإعلام، لا سيما الثوري منه تسليط الضوء قليلاً على مشكلة النزوح في السويداء، فهؤلاء النازحون هم أهلنا، وأنا من واجبي كابنة السويداء أن أتطوع وأهب لمساعدتهم برفقة مجموعة كبيرة من النشطاء، فالسويداء إن كانت الظروف المحيطة أدت لأن يكون الحال فيها على ما هو عليه الآن، فإن الأفضل بالمقابل الالتفات إلى مسألة مهمة، وهي أن هذه المحافظة بمدينتها وريفها باتت حاضنة نزوح كبيرة. أهلنا القادمون من درعا والقنيطرة ودمشق وريفها، ومنهم أيضاً من حمص وقليل من مناطق أخرى، هم بين أهلهم وإخوانهم، ولن نتوقف عن تقديم واجبنا لهم أبداً”.
من جهة أخرى، يتحدث النازحون إلى السويداء عن إشكالات تواجههم من قبيل الاستغلال والابتزاز العديدة على أكثر من صعيد، سواء في مجال الحصول على سكن بالأجرة، أو من حيث الحصول على لقمة يومهم، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار الفاحش.
سليمان ح. نازح من ريف درعا إلى السويداء برفقة عائلته وأطفال أولاده، يقول: “الحمد لله فنحن نشكر الله فقط على أننا أحياء، لكن في المقابل إذا كان بإمكان الشخص الكبير أن يصبر على الجوع فالطفل الصغير لا يمكنه ذلك. نطلب فقط أن يتم تقديم مساعدات تفي باحتياجاتنا. هنا شهر نحصل على شيء وأشهر أخرى لا، والسبب كما يقولون لا يوجد مساعدات، كذلك الغلاء رفع الأسعار لحدود باتت تفوق قدرتنا على الشراء. نحن نعتمد على ما نملك من نقود يومية حيث أعمل في عتال (مياومة) لأتي بلقمة العيش لأكثر من 14 شخص معي. عدد من أبنائي قضوا في درعا، وأنا هنا بمن عاش، هربت بهم كي لا يموتوا هم أيضاً”.
ويضيف “بعض التجار يعاملونا وكأننا بقرة حلوب، هم لا يلتفتون إلى مأساتنا الانسانية ولا حجم ما نعاني منه من ضيق كبير. وإذا أردت استئجار بيت فالسمسار يريد المال والبعض رفعوا أجرة البيوت لأن النزوح مستمر، ومن لا يملك المال وهرب من الموت ولا يريد مغادرة البلد قلي كيف يعيش؟!”.
بالمقابل، يقول سجيع ب.ح، وهو ناشط حقوقي من السويداء متحدثاً عن إشكالية النزوح فيها: “الوضع الإنساني للنازحين صعب بكل أسف، وهناك فئات ممن يسمون تجار الأزمات يتحكمون بالضعفاء منهم، وهنا لا يوجد منظمات تقدم مساعدات بشكل دوري ومنتظم كما المناطق الأخرى بسوريا، وأتحدث هنا عن المحرر منها”.
ويضيف “المنظمة الوحيدة التي تقدم المساعدات الإغاثية والإنسانية هي منظمة الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع العديد من الأهالي في السويداء، وفي حالات كثيرة لا يكون هناك دعم إغاثي فيقوم الأهالي بإغاثة إخوانهم بما يتوفر لديهم. بالمقابل تبقى السويداء بعيدة عن عدسات الكاميرات أو نقل ما فيها من معاناة لأسباب لا نعلم ما هي، لأن هذا الأمر في الحقيقة واجب إنساني على الجميع القيام به، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى”.
وأوضح ب.ح أن محافظة السويداء تحتضن حالياً أكثر من 67 ألف نازح من كافة المناطق السورية، مشيراً إلى أن درعا المجاورة تأتي على قائمة الترتيب تليها ريف دمشق ودمشق ومن ثم القنيطرة.