مازلت أذكر قبل خمس سنوات،أشعر كثيرا باقتراب تلك السنوات لحد اللحظة أكاد ألمسها وأشم رائحتها، وأنا اذرف دمعات تشبه دمعات الندم، أريد بشدة أن ألحق بالماضي وألهث حزنا وراءه!!
ماذا لو لم أفكر أنا وغيري بنيل الحرية، كثيرا ما يراودني هذا السؤال، يجعلني أدور حول نفسي وأترقب الإجابة من أشخاص وهميين أخترعهم على صفحتي البيضاء.
وأكتشف أنهم يلومونني، ويشتمون كرامتي التي أحببت أن أحافظ عليها، أشخاصي الوهميون، يشبهون إلى حد ما اللون الرمادي لايحبون ألوان قوس قزح، بل معجبون جدا بجماعات متلحفة بالسواد،وتقطر غضبا لأني طلبت حريتي من أصحابهم السود!!
أنظر إلى المرآة كثيرا في الآونة الأخيرة، وتعاتبني مرآتي لأني خسرت نضارتي كونها اصبحت غريبة ومجهولة على أرصفة الغربة الباردة، وتهاجمني بقولها لي دائما:”
ليتك لم تكوني منهم أولئك البيض، لكنت ارتحت، لو لم تكوني مثلهم لنمت الآن على سريرك الدافئ في بيتك المهجور.
منذ فترة تابعت التلفزيون، لم أشاهد ذلك الماضي بل وجدت كومة من الحطام المسمى بالوطن، وبعض أشلاء لأشخاص باتوا أرقاما، واجتماعات طارئة لأمور لم تحل ولن تحل، وأسلحة تفيض دما في خريطة مقسمة، نظرة واحدة إلى صور لبلدي قبل خمس سنوات،جعلتني أفهم ماحدث، نعم قبل خمس سنوات لم أفهم أنا ومن مثلي الأمور المبهمة،كنا فقط متفرغين للهتاف ولبح حناجرنا لنثبت أننا على حق، لم ندرك أبدا أنها كانت صفقة رابحة لأحدهم بهدف محونا نحن جماعة الأبيض.
قبل خمس سنوات،كنا مشغولين بصنع حلم عشنا طويلا لأجله ولأجل أن يكبر، ولم ننتبه مطلقا لغراب أسود يلاحق نظريتنا الغضة في الحرية، لم نبصر أن رياح الشر قادمة على ابواب فتحت على مصراعها وأن هناك من عقد صفقة مع الشيطان،الذي يقف لنا من العهود الأولى، لنرفع راية ممزقة وحلما مجهض،بعد كل هذا الوقت!!
ما زلت أريد حتى الآن أن أعرف ما هو مصيرنا،ماذا لو أننا كنا مع الشيطان،هل كنا من الرابحين الآن!!؟؟
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد