مع ارتفاع وتيرة الأحداث الساخنة في الميدان السوري، لاسيما على جبهات الجنوب والشمال، وفي إطار احتدام الصراع السياسي المتوافق مع معلومات أكدتها المصادر الرسمية عن تدخل سعودي قريب في الأراضي السورية، أصبح هذا الموضوع شغل الناس الشاغل في المناطق المحررة من درعا وريفها.
ويقول عدد من الأهالي والنازحين، ممن التقتهم “زيتون”، إنهم يعلقون آمالاً كبيرة على القادم من الأيام، وعلى ما ستقوم به المملكة العربية السعودية بمشاركة دول أخرى من تدخل في الأراضي السورية، عبر تركيا، وهو ما خلق عند المدنيين في مناطق المحافظة، التي شهدت تقدماً ومجازر للنظام وروسيا مؤخراً، نوعاً من الطمأنينة.
أبو حسن كلدي، وهو من أهالي ريف درعا الغربي، يقول إن الحديث عن تدخل سعودي قريب في سوريا “أصبح أمر لا جدال فيه، ولا شك أنه سيتم عاجلاً وليس أجلاً”، ويضيف: “منذ أن تولى الملك سلمان الحكم وقبل ذلك ونحن نستبشر بالقيادة السعودية أن تخلص الشعب السوري من مسلسل الموت اليومي، لقد مللنا المجازر كمل مللنا العرب أنفسهم، مللنا ونحن نناشد ولا مغيث لنا إلا الله، حالياً كلنا أمل في أن نرى في الأيام القادمة ما يسرنا كمظلومين من الأخوة السعوديين ومن سيكون معهم..”.
وتعتبر أم خالد راضي، وهي من أهالي ريف درعا الشرقي، أنها فقدت عدد من أولادها شهداء لأنهم كانوا يدافعون عن “كرامة كل السوريين”، وتستبشر الحاجة البالغة من العمر قرابة 60 عاماً بالخطوة السعودية خيراً، لأنها “جاءت في وقت وصل فيه السكين للجميع، وإن لم تتدخل السعودية مع العرب في سوريا، ستحتل إيران والروس البلاد.. وعندها لن يرحموا لا السوريين ولا العرب جميعاً!!”.
كما يقول معتز ح. وهو مقاتل في صفوف الجيش الحر، إن التدخل السعودي المنتظر مهمٌ وسيكون له دور كبير في إعادة التوازن الذي أحدثه القصف الروسي، ويضيف: “نحن كمقاتلين ندرك أننا لو بقينا في مواجهة هذا النظام بجيشه وأمنه وحتى ميليشياته المحلية فقط لأيام قليلة، أقسم لكم أننا سنكون في ساحة الأمويين بدمشق، وهذا الأمر يدركه نظام الإجرام الأسدي، ويعلمه حق العلم، وبالتالي فهو ملأ الأراضي السورية والجبهات بمئات المقاتلين الأجانب من إيران وأفغانستان والصومال ولبنان والعراق ومؤخراً الروس أنفسهم، آلاف المرتزقة جاؤوا لمحاربتنا فقط لأننا نريد حريتنا..”.
ويوجه المقاتل في الجيش الحر ما قال إنه رسالة إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بالقول: “يا خادم الحرمين الشريفين، أقسم بالله العظيم أننا وإياكم مستهدفين في خانة واحدة، والله إننا ننادي بالحرية والعيش المشترك وهم يلاقونا بالرصاص، ليس من الأن، منذ أن حملنا لهم الورود أهدونا الموت، والأن يا سيدي هم يقاتلون بأبعاد طائفية قذرة وبكل أسف، لا نطلب من مملكتكم القتال معنا ضد هذا النظام الفاشي. إذا كنتم ستتدخلون ضد داعش فيا مرحبا ونحن معكم، لكن هيئوا لنا المدد، فقط الوسائل البسيطة فقط واتركونا في مواجهة بشار وجيشه وميليشياته، وعندها ستعلمون أن السوريين لم تلد النساء مثلهم، وأنهم حرروا بلدهم بأيدهم، أوقفوا الطيران وهيئوا الوسائل ولا نريد غير ذلك..”.
بينما أم مازن خبية، نازحة من ريف دمشق في ريف درعا الشمالي، تقول إنها تصلي كل يوم وتدعي الله التوفيق للملك سلمان، لأنه “خير من لبى نداء السوريين المظلومين”، وتشير إلى أن” كل الأهالي ينتظرون أن يفرحوا قلوبهم بالنصر للثورة، آلاف الناس ماتت، الملايين تهجرت، فهل من المعقول أن تخسر الثورة السورية في الناهية..؟!!”.
وكانت حرب سياسية ودبلوماسية حامية اشتعلت بين كل من تركيا والمملكة العربية السعودية الممثلة لدول التحالف العربي من جهة، وروسيا وإيران ونظام الأسد من جهة أخرى، بعد معلومات حول تدخل سعودي وشيك في سوريا، ما لبثت أن أعلنته ودافعت عن مبرراته المملكة ومن خلفها تركيا، ما تزامن، أمس، مع إعلان الرياض وصول أسراب من سلاح الجو الملكي إلى قاعدة “إنجرليك” التركية.
وتأتي مجموع الخطوات السعودية بالتنسيق مع الجانب التركي في إطار مساعي التدخل المباشر بانتظار قرار رسمي من “التحالف العربي”، سيتم عبر الأراضي التركية، وهو ما أعلنت روسيا أنه أشعل “حرباً باردة” في المنطقة، يمكن أن تكون مقدمة “حرب عالمية ثالثة”، وفق تصريحات الكرملين وقياداته، مؤخراً، بالتزامن مع إطلاق طهران تهديدات مماثلة.