2كم سيراً على الأقدام يقطعها سوريون بعد أن يدفعوا 100 دولار أمريكي فأكثر، للدخول بطريقة غير شرعية “تهريب” عبر الحدود السورية التركية. إنها رحلة الخلاص حسب ما يسميها بعضهم، وهي أولى خطوات التهريب وقد تكون الأقل تكليفاً، لكنها اليوم لم تعد الأقل خطورةً بعد إغلاق المعبر الحدودية من قبل الجانب التركي منذ حوالي 9 أشهر.
التهريب.. المعاناة
مشت أم عمر مع ثلاثة من أبنائها مدة ساعتين عبر حدود سوريا إلى تركيا، بعد دفعها مبلغ 150 دولاراً، إلا أن تجربتها باءت بالفشل، كتجارب المئات من السوريين، حيث ألقت الجندرما التركية القبض عليها، وأعادتها إلى سوريا. تقول أم عمر: «تعرضنا للنصب. لم أستطع أن ألتقي المهرب الذي قبض المبلغ مني».
حالف الحظ أبو أحمد أحد أهالي ريف حماة، حيث التقى المهرِّب بالقرب من مدينة حارم، ودفع له مبلغ 100 دولار، عَبَر بعدها إلى تركيا بسلام، وفق تصريحه لــــــ سوريتنا.
المئات اليوم ينتظرون ويتَّبعون توجيهات المهربين بالقرب من الحدود؛ بعضهم يفاوض المهرب على تخفيض الأجرة ومعاملة الأطفال بطريقة مختلفة عن الكبار، وبعضهم لا مشكلة لديه في زيادة المبلغ مقابل مزيد من الضمانات والإحساس بالأمان تجاه هذه التجربة.
التهريب.. المهنة
أبو يحيى مهرِّب ينتمي إلى إحدى قرى ريف حماه الشمالي، عمل لسنوات قبل الثورة وبعدها بتجارة الخضار مع أخيه، إلى أن بدأ بالعمل كمهرب منذ أشهر قليلة بعد تعرّفه إلى مهربين على الطرف الآخر “تركيا” يمتهنون تمرير السوريين عبر الحدود.
يقول أبو يحيى لــــــ سوريتنا: «عندما آخذ مبلغ 100 دولار من السوري الذي يريد الوصول إلى تركيا، فهذا لا يعني أنني آخذها إلى جيبي كلها، بل أدفع جزءاً منها لمن يعمل معي في تركيا، وقد لا يقتصر الأمر على ذلك، فعندما يكون عدد الذين يريدون الهروب كبيراً، نقوم بشراء الطريق، فندفع مبلغاً كبيراً للجندرما التركية التي تقوم بحراسة الحدود، ونتفق على موعد معين نمرِّر فيه المدنيين مع أطفالهم وأمتعتهم، يمشي المدنيون مسافة 2 كم؛ فليس هناك حلٌّ آخر».
التهريب وسائل متعددة
لا تعتبر طريقة تهريب المدنيين فرادى وجمعاً عبر الحدود هي الطريقة الوحيدة لتهريب السوريين إلى تركيا، بل هناك طريقة أخرى أكثر أمناً ولكن تكلفتها أكبر وفق المهرب ذاته، والطريقة هي وضع المدني الذي يريد الهروب في سيارة الصحية، وهي سيارة يسمح بعبورها إلى تركيا عبر معبر باب الهوى، إلا أن هذه الطريقة لا تستخدم عادة إلا للحالات الفردية والمستعجلة، وتبلغ تكلفتها على الشخص الواحد 400 دولار أمريكي.
صحيفة سوريتنا – إياد العمر