الغرب بدأ يأخذ العرض السعودي للتدخل البري في سوريا على محمل الجد، خصوصاً بعدما ضغط الوفد الخليجي الذي يترأسه محمد بن سلمان.
وقالت صحيفة اندبندنت البريطانية إن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وبمشاركة حلفائه الغربيين سليتقون الوفد الخليجي التركي للنظر في الوضع السوري، ومستجداته في ظل تصعيد دمشق بدعم من روسيا في سوريا الذي تشهده مدينة حلب هذه الأيام.
وأشارت الصحيفة إلى وجود تفاهم خليجي تركي على إيجاد منطقة عازلة على الحدود التركية-السورية، بعد تزايد أعداد اللاجئين السوريين الهاربين من وطيس الحرب التي تشهدها مدينة حلب منذ فترة.
وتؤكد الصحيفة على أن السعوديين يؤمنون بأن التحالف الدولي سيتبنى الخطة السعودية، مستدلة على ذلك بتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه بـ جون كيري حيث قال:”إن أمريكا والغرب ينظرون بإيجابية إلى الاستعداد السعودي لإرسال قوات خاصة إلى سوريا، وعلى التحالف الدولي اتخاذ قرار بتنفيذ ما عرضناه عليهم”.
ومن جانبها رحبت أمريكا على لسان كارتر بما عرضته السعودية على حلف الناتو، قائلا: “إننا نحارب تنظيم داعش منذ مدة طويلة بمشاركة القوات العراقية والكردية وقوات المعارضة السورية، إننا ننظر بإيجابية للعرض الخليجي، وانضمام الإمارات والبحرين للعرض يمثل إضافة للحرب على الإرهاب، سوف نوضح لحلفائنا وجهة نظرنا القاضية بمشاركتنا في محاولة فصل الرقة السورية عن الموصل العراقية، بعبارة أخرى قطع داعش من الوسط”.
أما بريطانيا فجاءت تصريحاتها على لسان وزير الدفاع فالون الذي قال:”إننا نريد ضرب التنظيم بقسوة أكبر، نسعى لتدمير بنيته التحتية وتحرير المناطق التي تقع تحت سيطرته، وتحرير المدنيين من سطوته”.
ويرى مسؤولون غربيون أن التدخل الخليجي يمكن أن يحد من شراسة الهجمات الروسية، لأن الروس حريصون على العلاقات مع السعودية ودول الخليج.
بل إن التقارير الغربية تتحدث باستمرار عن وجود محادثات سرية بين روسيا والسعودية، تناولت ترسيم حدود بين النظام السوري والقوى المعارضة، وبلغ حجم التفاهم بين الدولتين حد وضع تصور لمصير الأسد في المستقبل، على الرغم من إصرار قوى المعارضة السورية على عزله وفقا للتقارير.
ومع ذلك فإن التدخل البري الخليجي يواجه عقبات عديدة يعمل اجتماع بروكسل على تذليلها وفقا للمتابعين:
مواجهة القوى الإيرانية
تواجد قوات خليجية على الأراضي السورية، ينذر باندلاع مواجهة مباشرة مع جنود إيران وحلفائها، ولا تريد دول التحالف اندلاع أي اشتباك مباشر بين الطرفين، وسط مساع متزايدة لتخفيف التوترات الطائفية في المنطقة.
التوتر التركي الروسي
أي مشاركة تركية في هذا التدخل، لن تحظى بقبول موسكو مع تزايد التوتر بين البلدين، منذ إسقاط الجيش التركي للطائرة الروسية، إلى الضربات القاسية التي توجهها روسيا لمدينة حلب الآن والتي أدت إلى موجة نزوح هائلة إلى الحدود التركية.
الأكراد
يخشى الغرب وأمريكا على وجه التحديد من أن التدخل التركي في سوريا، سيدفعها للاشتباك مع القوات الكردية وبالتالي سيكون بداية صراع كان الغرب في غنى عنه، وهذا ما أدى إلى رفض واشنطن الدائم لطلب تركيا إيجاد منطقة عازلة، ومؤخرا وجه اردوغان انتقادات لواشنطن لامتناعهاعن وضع قوات حماية الشعب الكردية على قائمة الإرهاب، والتي اعتبرها سببا في سفك الدماء في المنطقة.
إرم نيوز- عبدالله علاونه