تحرير زيتون
بعد سنوات على انقطاع البث الخليوي وشبكة الاتصالات كاملة عن محافظة درعا، فضلاً عن خدمات الكهرباء والمياه، راح المدنيون في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام للبحث عن وسائل اتصال بديلة لتسيير أمورهم اليومية.
وبحكم اقتراب أرياف درعا الغربية والجنوبية والشرقية من الحدود مع الأردن، بدأت شبكات الاتصال الأردنية تلقى رواجاً ازداد شيئاً فشيئاً في مدينة درعا وريفها، ليصل حالياً مستخدمو تلك الشبكات، وأهما شبكة «زين» و»أورانج» و»أمنية» إلى آلاف الأشخاص.
نديم الحريري، طالب جامعي، يعمل في محل تجاري للاتصالات بريف درعا، يقول في حديث لـ «زيتون»: «منذ أن بدأت الشبكات الأردنية بالرواج في المناطق المحررة، بعد أن قطع عنها نظام الأسد كافة الخدمات، عمل الجانب الأردني على زيادة بث تلك الشبكات على نحو يمكن أن يفيد المدنيين الذين هم بحاجة للتواصل مع العالم الخارجي ومع بعضهم البعض».
ويضيف «في غالبية الاماكن تغطية الشبكات الأردنية جيدة نوعاً ما، وفي مناطق معينة تنشط شبكات محددة أكثر من غيرها، لكن في العموم وفت هذه الشبكات بحاجات المدنيين حقاً، هنا في هذا المحل أصبحنا نتعامل ببطاقات التعبئة الأردنية وخطوط الاتصال المماثلة كذلك، بعد أن كنا نتعامل بشبكتي (Syriatel) و(MTN)، والسبب هو أن تلك الشبكات قطعها نظام الأسد، ولا تغطي حالياً إلا مناطق محددة يسيطر عليها النظام في مدينة درعا وفي الريف الشمالي».
بينما يشير يزن ديري، وهو أحد المتعاملين بالشبكات الأردنية في ريف درعا الشرقي، إلى أن أسعار بطاقات الاتصال مرتفعة الثمن حالياً، حيث يصل سعر الدينار الأردني الواحد من رصيد الاتصال في منطقته 550 ليرة سورية كما يقول، بينما يبلغ ثمن خط الاتصال الواحد بدون رصيد 200 ليرة، وسعر سيرف الإنترنت قرابة 7000 ليرة، والناس جميعاً مضطرين لشراء بطاقات الاتصال، داعياً الائتلاف الوطني لإيجاد وسائل اتصال أخرى في المناطق المحررة من درعا، تساعد المدنيين على قضاء حوائجهم.
أما أم حسين ح. المقيمة على الحدود مع الأردن ضمن درعا، فترى أن الشبكات الأردنية منحتها الفرصة لتتكلم مع أبنائها الذين أصبحوا خارج سوريا جميعاً في عدة دول، وتضيف «والله لولا الاتصالات الأردنية لما تمكنا من معرفة أي شيء يخص أبنائنا وأهلنا بعد أن شردتنا الحرب عن بعضنا، في بعض الأماكن أجلس على سطح المنزل لتصل الشبكة بشكل جيداً جداً، وفي الغالب ما تكون التغطية مقبولة دون أن أقوم بذلك».
وفضلاً عما سبق، فتغطي الشبكات الأردنية عمل النشطاء في محافظة درعا والمراسلين الإعلاميين، ناهيك عن عمل الفصائل التابعة للثوار، حيث تؤدي شبكات الاتصال المشار إليها، لا سيما «زين» و»أورانج»، دوراً كبيراً في هذا المجال.