“إنفلونزا الخنازير” شبح يلاحق أهالي السويداء

12631361_454481668076252_5893267234775865824_n

تحرير زيتون

يزداد الحديث هذه الفترة عن وجود إصابات بمرض «إنفلونزا الخنازير (H1N1)» في محافظة السويداء، بعد أن ثبتت حالة وفاة أخيرة بهذا المرض، خلال اليومين الماضيين، لشخص من نازح خارج المحافظة، وسط أنباء عن انتشار حالات إصابة أخرى، تم التكتم عليها من قبل الدوائر الصحية التابعة لحكومة نظام الأسد.
مصادر ميدانية من محافظة السويداء، أفادت لـ»زيتون» بتشييع أهالي المحافظة من مبنى ما يسمى «عين الزمان»، أمس، حالة وفاة لشخص أصيب بإنفلونزا الخنازير، بعد أن قضى متأثراً بإصابته حيث جرى نقله لمشفى السويداء الوطني، ثم تم التكتم على الأمر من قبل إدارة المشفى بتوجيهات عليا، خشية تأليب الرأي العام، وهو ما يخشاه نظام الأسد في السويداء، المحافظة التي نحج حتى الآن في وضعها على الحياد.
الناشطة ميس الحامد من السويداء، أكدت لـ»زيتون» أن أكثر من تسع حالات ثبت وفاتها في مشفى السويداء الوطني، بعد أن تم تشخيصها بشكل مؤكد على أنها ناتجة عن مرض «إنفلونزا الخنازير»، مشيرة بذات الوقت إلى وجود حالة واحدة حالياً في قسم العناية المركزة في ذات المشفى، بعد أن وردت للمشفى وعليها أعراض ارتفاع حاد بدرجات الحرارة ونزلة تنفسية حادة مترافقة مع إقياء وإسهال شديدين.
وذكرت «الحامد» أن تعليمات من وزير الصحة في حكومة النظام وردت إلى مشافي السويداء، عبر مدير الصحة فيها، بضرورة التعامل مع أية حالة تصل للمشافي والنقاط الطبية بسريّة كبيرة، خشية وصولها للإعلام، حيث تم تزويد تلك النقاط والمشافي بأدوية ومضادات.
في المقابل، شن ناشطون ومواطنون من أبناء السويداء هجوماً على صفحات موالية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، متهمينها بالتعاون مع حكومة الأسد في التكتم على حالات الوفاة التي تحصل في المحافظة، بعد أن قالت تلك الصفحات إن الحديث عن وجود حالات إصابة بهذا المرض هو «تهويل منافي للحقيقة»، زاعمةً أن المرض لم يثبت في أي من أرجاء السويداء.
وكان وزير الصحة في حكومة الأسد، قال في 28 كانون الثاني/يناير الجاري، إن عدد وفيات إنفلونزا الخنازير في سورية وصل إلى 19 وفاة من أصل 59 حالة مشتبه بها، زاعماً أن العدد الأكبر للوفيات والحالات سجل في محافظة حماة، وأن معظم الوفيات من ذوي الأمراض المزمنة، وهو ما نفته مصادر ميدانية لـ»زيتون»، مؤكدة أن أعداد الوفيات على مستوى سوريا زاد عن 44 حالة وفاة، ناتجة عن إهمال صحي من قبل الدوائر التابعة للنظام، ما أثار حفيظة الموالين له.
الجدير بالذكر، أن ظهور هذا المرض ليس جديداً في سوريا، فقد ذكرت وزارة الصحة في حكومة الأسد أن 39 شخصاً قضوا في العام 2014م، معظمهم في حماة، بالمقابل أكدت مصادر ميدانية أن الرقم كان أكبر من ذلك، وتضاعف في 2015م المنصرم. بالمقابل لم تشهد المناطق التي ظهر فيها الفيروس – ومعظمها خاضعةٌ لسيطرة النظام – أي تحرك جديّ لمكافحة هذا المرض القاتل أو الوقاية منه.