زيتون – حسن قدور
أثار ما حصل في كولونيا الألمانية بليلة رأس السنة، حالة إستياء شديدة بين اللاجئين السوريين المقيمين في أوربا عموماً، هنا في هولندا الجارة الشقيقة الأقرب لألمانيا، كان أيضاً للحادثة إرتدادات سلبية في نفوس السوريين، وإن كان السوريون مازالوا حديثي عهد في المجتمع الأوربي، فوجودهم الحقيقي لم يتجاوز السنوات القليلة.
ويتخوف السوريون بهذه الفترة من أن يتحولوا الى الشماعة التي تعلق عليها أغلب المشاكل المجتمعات الأوربية، ويعيش السوريون حالة فصام شخصية فرضها انتقالهم الى مجتمعات جديدة تمتلك قيم وعادات وثقافة مختلفة، هذه المجتمعات تخشى بشكل ضمني ومسبق من انتماءات هؤلاء اللاجئين مابين الداعشية والتطرف وبين المكبوت جنسيا، بل أصبح ينظر له بعد حادثة كولونيا وغيرها على أنه شخص لديه مشاكل أخلاقية وهو ما يعاكس تماماً الصورة النمطية الإرهابية الأصولية .
خالد شاب سوري في العشرينات من العمرممن يترددون على صالات الديسكو كل ليلة سبت وهي ليلة العطلة، قادم من الجنوب السوري يقول ساخراً: لم أعد أعرف هل أنا إرهابي أم منحرف؟
ومابين حالة خالد وبين تهمة الأصولية والإنحراف إنزلق البعض من السوريين الى تعاطي المواد المخدرة كالحشيشة والماريغوانا والتي يتم الحصول عليها بشكل سهل في هولندا من متاجر عادية في وسط البلد وباسعار ليست بالمكلفة.
ويجد الكثير ممن يتعاطون هذه المواد، مبررات كثيرة قد لا تكون مقنعة كوجهة نظر تبدأ من الأزمات النفسية التي مروا ويمرون بها ومروراً بالتفكير والهواجس والخوف عما يحصل لآهاليهم في سوريا، وصولاً الى عدم القدرة على الإنسجام مع حالة الروتين الأوربية وهي التي تميز رتابة الحياة الأوربية التي تحكمها الساعة والوقت والإنتظار .
البعض وصل لحالات إدمان قد تكون قاتله فالسيد (ل.ص) لديه 9 أطفال وحصل على منزلاً كبيراً وراتباً يعتبر جيدا بحكم عدد الأطفال لديه، السيد (ل.ص) يصرف معظم ما يتقاضاه من ماله على الماريغوانا بحيث أصبحت عائلته تعيش على الحد الأدنى من الحياة المقبولة والكفاف.
خالد وكشاب سوري بأول عمره وله ميوله وعواطفه مقتنع تماماً بأن حالات التحرش الجنسي التي حصلت في المانيا لم يقم بها السوريين وبكلامه الكثير من المبررات المقنعة.
وكإحصاءات تمت في بعض المواقع الهولندية لم تسجل حالات تحرش جنسي أو سرقة كثيرة من قبل السوريين في البلد، وهو ما يميز السوري ربما حتى الآن بأنه لم يجد طريق السرقة نهجاً للحياة في أوربا، كما إستعملها بعض اللاجئين أو المغتربين من بعض البلدان الأخرى.
إستاء السوريون من حادثة كولونيا، وكان السبب الأساسي هو خروج ميديا سياسية طُرحت ببداية الحادثة أن أغلب الذين قاموا بعمليات التحرش ال 100 هم من السوريين ثم لتتراجع الأقوال يوماً بعد يوم لتعود وتتوجه بحسب شهادات من نساء تعرضن لعمليات التحرش بأن اغلب المهاجمين كانوا من أصول شمال إفريقية وفي مجموعات ما بين العشرة والعشرين شخصاً في حالة سكر حيث قاموا بسرقتهم والتحرش بهم وهي صفة وطريقة لمعيشة الشباب الشمال أفريقي في أوربا معروفة بشكل عام.
محمد المغربي شاب من المغرب مقيم في هولندا منذ خمس سنين وكان متزوجاً من هولندية قبل طلاقه يقول محمد عن نفسه نعم أمارس السرقة أحياناً من سرقة الدراجات الى غيرها لقد فرض علينا الأوربيون طريقة عيش لم نقبلها كشعب مغربي بالرغم من كون محمد يعتبر شاباً شهماً وله نبل كبير في تعامله وتعاطيه مع البشروهي أيضاً من تناقضات العرب عامة في فصامهم الأوربي
أثارت حادثة كولونيا التي اتسعت مع تزايد الشكاوى من قبل ضحايا، غضباً كبيراً في البلاد وقالت احدى الضحايا لشبكة التلفزيون الإخبارية ان تي في أن: «مجموعة من عشرة الى عشرين شاباً أجنبياً هاجمونا وقاموا بملامسة أجسادنا»، مؤكدة أن «نساء فقط استهدفن» في هذه الهجمات.
وقالت رئيسة بلدية المدينة بعد إجتماع أزمة في مبنى البلدية «ليس لدينا أي دليل على أنهم لاجئون يقيمون في كولونيا أو محيطها»، معتبرة هذا الطرح «غير مقبول»
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه الشرطة عن توقيف أي مشتبه بهم يعيش السوريين بأغلبهم في المانيا الخوف والترقب وانتظار الحصول على الإقامة ومن ينتظر الإقامة يبقى حريصاً من أي فعل قد يعرضه للطرد من البلد أو يضعه بمواقف هو بغنى عنها.
رغم الإتهامات الذي بدأت على شكل ميديا مسيسة وموجهة من خلال التهجم والتندرعلى السيدة ميركل التي فتحت باب اللجوء لمن فقدوا الأمن والحياة.
يبقى السوري تائهاً حتى الآن في سنواته الأولى في أوربا بين نظرتي الشك والاتهام ريثما تضح صورة يكونها السوري كغيره من الشعوب التي تعيش في أوربا كمغتربين ولاجئين ومهاجرين وأوربيين .