#هذا رأيك
من أمام لافتة على الطريق العام كتب عليها “اللحية زينة الرجال” وقف أحمد ابن الريف الادلبي يرد التحية على سيارات المارة ويقدم حملته:
هذا رأيك حملة أطلقناها بعد أن ظهرت مثل هذه الكتابات (الديمقراطية كفر والعلمانية صنم هذا العصر) لوقف الخلاف الدائر بين الأهالي وبعض الفصائل علما أنه لم يتبن هذه الكتابات أي فصيل.
ويؤكد أحمد أنه يحترم بحملته كل الآراء ويعطي الحق للجميع بالتعبير عن رأيه لأن الثورة كما يقول هي من أجل التعبير عن الرأي ووفاء لدماء الشهداء، يعيد أحمد أهداف ثورته للحياة حتى لا يتآكلها القمع.
نحن تجمع شباب سراقب لا نعترف إلا على أهداف الثورة الأولى “حرية وكرامة وعدالة وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء” يقول أحمد قبل أن ينطلق بدراجته النارية ليستعرض ما كتب على طرقات سراقب “الديمقراطية صنم العصر” “العلمانية كفر”
وعلى موسيقى أنشودة موطني الحزينة يكتب عبارته بكثير من التقديس “سنبقى أوفياء لدماء شهدائنا” في حين يصر رفيقه أبو راشد على “حرية وعدالة وكرامة” على الجسر الشرقي الشهير في سراقب الذي كتب عليه “الديمقراطية كفر”.
بتحدٍ ذكي لكنه واضح وبرجولة صارخة مع لطف عميق يكتب أحمد حرية بجانب عبارات تناقضها، هو ابن هذي الأرض التي مارست الصبر طويلاً وتعايشت مع ما نبت من فطور فوق جراحها، يوجعه ألا يكون ذاته ويدفعه الى هذا التحدي.. ليقول أحترم (هذا رأيك)، ولسان حاله أن احترم رأيي، نحن نحترم رأيك.
ترافقه العدسة وهو على دراجته يمر من أمام كتابات خطت على جدران المدينة في وقت سابق عند بدايات الثورة لتبدو فيها مفردات الحرية والمحبة منهكة نوعا ما، وأمام جدار وحيد بوسط الركام يقول هذا جدار “تجمع شباب سراقب” ومن مكانه يرفض السؤال المقيت المكرر: ماذا قدمت أنت للثورة؟.
– كل من يعيش هنا قدم للثورة، كل الذين فقدوا بيوتهم وكل الذين خسروا أبناءهم وأطرافهم وكل الصابرين على شظف العيش كلهم قدموا كثيرا للثورة.
صوت الثورة يرفض أن يخبو ويأبى أن يقمع حين يستبدل أحمد كلمة اللحية بالصدق (برأيه وهو جوهر الدين) في بداية المشهد.
بدأ تجمع شباب سراقب في عام 2006 باسم “فرقة شباب سراقب المسرحية” وكان الهدف من عروضها نقد الظواهر السلبية في النظام والمجتمع ونالت من نصيبها من الامن والسلطات.
وشاركت الفرقة بالحراك السلمي في بداية الثورة وتسلح عدد من اعضائها بعد عسكرتها، لتتشرف ببعضهم شهداء فيما بعد.
استمر التجمع بالعمل من خلال “همسات ثورية” وهو مسلسل ينتقد بشكل كوميدي وبروح المسؤولية مساوئ وأخطاء الفصائل المسلحة الثورية، واستطاع أعضاء التجمع السبعة من انتاج ست وعشرون حلقة من مسلسهم.
ومن اللافت نشاط التجمع الحقيقي وفعالياتهم مع الأطفال ب”الكرافان السحري” الذي يتنقل بين اماكن نزوح الاطفال لضمان استمرار العملية التعليمية ولتقديم العروض المسرحية كعروض الدمى وتدريب الكورال للترفيه عنهم، وكان التجمع قد أنشأ مركزاً لتعليم الاطفال يضم فئات عمرية تتفاوت من رياض الأطفال وحتى الصف السادس الابتدائي