ـ بيت قامشلو مؤسسة من إحدى مؤسسات المجتمع المدني السوريّة, تنبذ العُنف بكافة أشكاله وتكافحهُ بطرق سلمية, حيث أنها تؤمن بأن لا إقصاء أو تهميش لأحد على أساس المجتمع المدني و تحتَّ هذا الشِعار تَم افتتاح ” بيت ” قامشلو ” بعد انطلاقة الثورة السورية وتحديداً في السابع عَشَّر من نيسّان من العام 2012 في مدينة ” أنطاكية ” التركية .
تهدف هذه المؤسسة إلى نَشّر وَعي الشراكة من خلال أنشطتها المتعلقة بالمساواة والديمقراطية والحرية والعدالة, كما أنها تقوم بإيواء ودعم ومساندة السوريين القادمين من الداخل, وذلك حسب إمكانياتِها الذاتية المتوافرة وكذلك النُشطاء المدنيين ـ بعيداً عن التعصب الطائفي مهما كان شكله, حيث أنها تعمل على رفض كل الأفكار القائمة على هذا الأساس والكشف عن الأبعاد الخطيرة للمسألة الطائفية وأثرها على مستقبل سوريا, وهي حريصة كل الحرص على إحقاق الحقوق لأصحابها ، إضافة الى حماية حقوق الأقليات فكراً ومضموناً وممارسته… وهو حق شرعي وقانوني تتمتع بهِ هذه الفئة لتعلن عن نفسها ” جزء من الوطن السوري “, كما ترى في العدالة الانتقالية برنامج عمل مهم ومتكامل من أجل سوريا المقبلة, وبدون العدالة الانتقالية التي تساهم في المصالحة بين الفرد والدولة القادمة، وبدونها تبقى ” سوريا ” كما لو إنها لم تقم بالثورة أصلاً.
وتعمل مؤسسة ” بيت قامشلو ” أيضاً على دعم المرأة في حقوقها الأساسية عبر الندوات والأمسيات التي تقوم بتثبيت هذا الحق، كونها المرأة السورية أثبتت و بجدارة أنها تحملت العبء الأكبر من كاهل الرجل خلال عمر الثورة السورية وجاهَّدَت بِكافة المَيّادين.
تحت سقف هذا البيت, يعيش السوريون جميعاً , جنباً إلى جنب, بمختلف إنتمائاتهم الدينية والعرقية والسياسية, ومن مختلف المناطق السورية, يعملون معاً بوضع إستراتيجية عمل ميداني متكامل لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال إقامة الدورات التدريبية وورش العمل الميدانية وبشكل خاص مع الأطفال، وكذلك المحاضرات والندوات الحوارية حول مختلف الموضوعات المتصلة بقضايا المجتمع المدني والحراك السلمي في الثورة السورية، وذلك بواقع نشاط اسبوعي منتظم ودورات كل ثلاثة أشهر, إضافة إلى النشاطات الثقافية والفنية.
وحققت المؤسسة نجاحاً بارزاً بهذه الخصوص فيما يتعلق بالتعايش المشترك بين كافة شرائح المجتمع السوري, وكذلك استطاعت من خلال عملها إيصال هذه الفكرة إلى الشعب السوري وكذلك النظام الذي يروج لحرب طائفية بين السوريين, حيث أنها تكتب على جدرانها ” الطائفية مقبرة الأوطان “, فبيت ” قامشلو ” نافذة تطل على سوريا المستقبل, ولا ترى نفسها بديلاً سياسياً لأحد، وكذلك ليست موجهة ضد أحد وتمُد يدها مع أي مؤسسة أو فرد لتعزيز المبادئ المذكورة سابِقاً, وهذا ما جعلها منسجمة ومنتجة ضمن ” إطار المجتمع المدني ” فهو بيت لكل السوريين .
جوان سوز