العصافيرُ التّي طرَقت أبوابَ أصابعي
هاربةً من الرّماد ..
الذّي يمحُو كلّ الأمواج
وكلّ رقصاتِ الفراشات
وأصابعي التّي تعزفُ على بتَلاتِ الأزهار
دمعاً بلونِ النّدى
وندى بأسماءِ الغيم
العصافيرُ هذهِ ..
ما زالت تلثُمُ جراحي
المُثقلةِ بالغيابِ ..
بالوجع !!
بألحانِ الأزِقّة !!
وحاراتِ الطّفولة،
ترسُمُ الدربَ إلى السّماء
السّماء الخالية من قوسِ قُزح
كَعينَينِ غائِبَتين عن الفرح،
يا صديقي ..
ما زِلتُ أتوهُ في حاراتِ دمشق
كما عاشقٌ برائِحةِ الياسمين
ما زِلتُ أحلُمُ بالطّرقات
والأرصفة المليئة بأعقابِ الأحلام !!
ما زالَ الكُوخُ مرسُوماً في حُلمنا يا حبيبي
وما زالتِ الغاباتُ حديقتنا الخلفية
وما زال الطّقس يحلُم بحفلاتِ الشّواء
والعصافيرُ ..
كما حُلمُنا ..
ستطرقُ نافِذتنا كل صباح
وسنُغنّي لها ..
ونعزِفُ لحناً راقصا
ونرقِصُ سويّاً على الشّاطئ
الشّاطئ الذّي غَدَرتهُ الرّمال
ونامَ وحيداً ..
يُغازِلُ الرّيح !!
والأمواجُ التّي تاهت عنها السُّفن
تستقبلُ الآهات ..
وترسِمُ لوحةً سوداءَ الزّوايا !!
قنديلُ زيت
نورٌ
خافت …
وظلام
والفراشةُ ….
ذات الأجنحة المبللة بالموسيقى
وهذا العشق
كل هذا …
يكفي للموت
عندما …
تجُفُّ القُبل
وتحترقُ الأجنحة
والغيومُ
التي توقفت عن الصلاة
تختنقُ برمادِها
والدهشةُ …
تهاجر مع رفّ الدعوات
الدعوات المتّجهة
إلى ..
كؤوسِ الخمر !!
ناري