زيتون – ريم أحمد
تحلم الفتاة عادة مع اقتراب موعد زفافها بالفستان الأبيض وباقة الورد الأحمر أو الأبيض بيدها وأن أصبحن حولها يصفق والزغاريد تعلو مكان حفل الزفاف، بينما هي أميرة الحفل.
ولكن، غالبية الفتيات في العام 2011 أي مع بداية النزاعات في سوريا بدأت أحلامهن تتلاشى شيئاً فشيا إلى أن أصبحن عرائس بلا عرس ولا حتى عريس.
هديل ابنة الثمانية عشرة ربيعاً، من قاطني محافظة ادلب في الشمال السوري، كان لقاءها الأول مع عريسها المقيم في ألمانيا عبر الانترنت، حيث تم عقد القران أيضاً عبر الإنترنت؛ لتجمعهم الأقدار في لقاء ثاني في دولة تركيا.
تقول هديل” خرجت من بيتي تحت جنح الظلام ووصلت إلى بلدة الريحانية التركية في الساعة الثالثة فجراً في حال يرثى له، مررت بطرق وعرة وموحلة للغاية مشيت مسافات طويلة وتهت مراراً في طريقي؛ وأخيرا وصلت إلى مكان كان ينتظرني فيه خطيبي القادم من ألمانيا وأنا على ما أنا عليه من هيئة موحلة وثياب تكاد تكون ممزقة…”
عرس هديل في شهر آذار من العام الجاري؛ لكنها تنازلت عن حلمها بارتداء الفستان الأبيض…رفضت حمل باقة الورد؛ لأنه لن يكون هناك من يهديها إياها…
تقول هديل “لن أكون عروس بفستان أبيض دون عريس، لن أرتدي الفستان الأبيض وأحمد ليس بقربي”.
فمن المقرر أن يقام حفل كما اعتدنا أن نقول بالعامية (على الضيق)، ومن ثم تعبر هديل على نفس الطريق الذي عبرته أول مرة؛ كي تعبر الأراضي التركية ومن ثم إلى ألمانيا.
طريقة زفاف هديل تشبه إلى حد ما حفل زفاف السوريات في الجولان السوري والعابرات الى الأراضي السورية أو العكس، فكلا العروسين بلا عريس يرافقهما، وإنما ينتظرهما في مكان أخر لربما في مدينة أخرى أو منطقة أو دولة، ولكن يبقى حال ابنة الجولان أرحم من أختها في مناطق النزاع الدائر.
عروس الجولان عبرت الحدود بالفستان الأبيض والجموع تحيط بها من أهل وأحبة وتنتظرها السيارة على الطرف الأخر من المعبر، ولكن ابنة مناطق النزاع تنقلت تحت جنح الظلام إن كانت عابرة إلى دول الجوار ومتخفية إن كانت متنقلة بين مناطق النزاع سواء مناطق سيطرت النظام أو تنظيم الدولة ….
لقد استبدلت عروس الداخل فستانها الأبيض بعباءة سوداء ونقاب تخفي تحته هويتها.
لا العروس بات باستطاعتها أن تعيش مراسم الزفاف حسب العادات والتقاليد ولا العريس بات بمقدوره أن يرافق عروسه في موكب الزفاف.