هم مجموعة من الشبان المتطوعين لعمل إنساني خطير قد يودي بحياتهم، هم شبان تعاهدوا ألا تثني عزيمتهم كل آلات القتل والدمار، مقدمين على الموت بصدر رحب، غير آبيهن بما سيلم بحياتهم، من موت أو حتى إصابة، لكثرة استهداف طائرات الأسد لأماكن تواجدهم.
“محمد” أحد الشبان في مقتبل العمر انضم إلى طواقم الدفاع المدني في خان شيخون بريف إدلب يقول:” أبلغ من العمر 23 عاماً، كنت أحلم بالزواج وتأسيس عائلة صغيرة كما باقي الناس، لكن واجب الإنسانية كان أقوى من أحلامي، ما دفعني إلى التخلي عن حلمي والذهاب لمساعدة المحتاجين جراء دموية قصف نظام الأسد وحلفائه، فقررت أنا وأصدقائي أن نضع حياتنا جانباً، ونهب لمساندة المنكوبين في مدينتنا”.
وبدأ ظهور طواقم الدفاع المدني منذ 3 سنوات بشكل منظم، هدفهم الوحيد إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، وإسعاف المصابين إلى المشافي الميدانية، حيث تأتي فرق الدفاع عند القصف مباشرة، ما يعرض حياتهم للخطر، بسبب طريقة القصف التي تتبعها قوات النظام بقصف المكان بأكثر من غارة جوية، ما أوقع العشرات منهم ما بين شهيد وجريح، وتستخدم في إخراج الناس من تحت الأنقاض وسائل تعد نوعاً ما بدائية، ما يعرض الكثيرين إلى الموت اختناق تحت الأنقاض، لتأخرهم في الوصول إليهم.
وأدلى لنا أبو خالد قائد احد طواقم الدفاع المدني في ريف إدلب عن معاناتهم قائلاً:” نعمل على مساندة المصابين والجرحى، ولا نملك وسائل تساعدنا في إنجاز مهمتنا على الوجه المطلوب، حيث نحتاج إلى دعم من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ببعض المعدات التي تساعدنا على إزالة الأنقاض من فوق العالقين”.
وتشهد عملية التطوع والانتساب للطواقم إقبالاً كبيراً، لتغطية أكبر عدد ممكن من المناطق التي تشهد قصفاً من طيران الأسد وداعمه الروسي، حيث تعد خدمة تطوعية دون أي مقابل، بل هي خدمة إنسانية بحتة، حيث تضم فرق الدفاع المدني، تقنيين لتصليح الأعطال، وفرق الإطفاء لإخماد الحرائق التي تنشب جراء القصف وبعض الجرافات التي تحاول إزالة الأنقاض وإنقاذ العالقين، وتعمل جميعها تحت إشراف المجالس المحلية المتواجدة في المنطقة.
“أبو غسان” أحد العاملين في المجالس المحلية في ريف إدلب يدلي لنا طريقة التنسيق بينهم قائلاً:” نقوم بالتنسيق بين العاملين في الطواقم، كما تم إنشاء فرق في جميع القرى التي تشهد قصفاً، بسبب الإقبال الكبير من الشبان على التطوع للقيام بالعمل الإنساني دون أي مقابل، ويعد العاملين في هذا المجال مواصلة العمل الدؤوب دون أي توقف “.
وتتمنى فرق الدفاع المدني من المنظمات تقديم بعض الدعم بالمعدات لمواصلة العمل الذي بدؤوا فيه ولن يتوقفوا حتى آخر قطرة دم فيهم.