زيتون – ثائر الادلبي
قتلى بالآلاف وأعداد جرحى فاقت كل تصور، تلك هي خسائر قوات النظام الذي حمل السلاح في وجه شعبه، وقرر إزالة السوريين من بلاده بدل الإطاحة بأحد أقربائه، لكن السوريين فتحوا باب الشهادة لتجري أنهار دماء من خلاله، وأقسموا لو هجّر نصف الشعب وأفنى من بقى سنظل صامدون.
لم يكترث النظام السوري لقتلى جنوده يوماً، بل كان جُلّ اهتمامه نحو تلك العناصر الأجنبية والتي يطلق عليها السوريون لقب “الميليشيات” والتي أبدت تواجداً ملحوظاً على الأرض السورية خلال العامين الماضيين. دعم لوجستي ،وعسكري، واقتصادي تلك كانت مهام إيران وحزب الله في سوريا، إيران التي أعلنت أنها ستدعم النظام السوري وتقف إلى جانبه ضد الإرهاب، فمن تدريب عناصر الدفاع الوطني، إلى إرسال الخبراء العسكريين، وفي النهاية غياب عنصر النظام عن ساحات المعارك لتحُلّ مكانه الميليشيات الإيرانية.
يقول “أحمد رحال” وهو ضابط منشق عن جيش النظام:” لقد بلغ عدد الإيرانيين في ديسمبر 2013 ما يقارب عشرة آلاف مقاتل بينهم أكثر من 3 آلاف ضابط إيراني لتدريب العناصر، بينما بدأ حزب الله في التدخل في صيف 2012 لتصبح الساحة السورية مكاناً لإيواء مقاتلين من جميع البلدان”. وأضاف:” لقد كان بين عناصر الجيش مجموعات أجنبية مقاتلة، تتكلم اللغة الفارسية، وتتمتع بامتيازات عن باقي العناصر، فلا يستطيع أحد التعرض لها وكانت تقف دائماً في خطوط الدفاع بينما يتم زج العناصر السورية في الخطوط الأولى”. وفي منتصف العام الفائت كثفت ايران من دعمها للأسد تزمناً مع مؤتمر جنيف2 للسلام، فقد أعلن وزير الاقتصاد السوري عن دعم إيرانيٍ جديد يتمثل في مدّ الاقتصاد السوري بأكثر من 15 مليار دولار. لكن رغم تلك القوات والعناصر، إلا أن الانتصارات التي يحققها الثوار في ازدياد، فقد أكد تقريرٌ نشره معهد واشنطن أن عدد قتلى المقاتلين الأجانب والمدافعين عن الأسد قد بلغت 254 مقاتلاً منهم 113 إيرانياً، و أكثر من 121 أفغانياً، و30 باكستانياً منذ مطلع 2013 وحتى نهاية آب من العام الجاري دفن معظمهم في طهران.
. “شهداء عند ربهم يرزقون” أية قرآنية تجدها دائماً مع ذكر كل اسم قتيل لحزب الله، فتشهد يومياً قرى “عين التينة”، “قعقعيه الجسر”، “جويا الجنوبية” في جنوب لبنان حالات تشييع لقتلى سقطوا في سوريا أثناء قيامهم بواجبهم “المقدس” حسب الإعلام الإيراني، فلم تعد الصفحات اللبنانية موقعاً لنشر الصور السياحية، بل تحولت بحسب ناشطون إلى صفحات عزاء اختصت بنشر صور وأسماء القتلى، كان من بين المواقع “موقع جنوب لبنان” الذي لا يكاد ينتهي من نشر صورة قتيل حتى يقوم بنشر الأخرى وسط غضب عارم من الأهالي ونفوس قد ملئت بالمقاومة ولكن في أرض الشام من خلال جملة “تمكنت رجال المقاومة الإسلامية بمساندة الجيش السوري من السيطرة على مستودعات مهين وتكبيدهم خسائر فادحة”.
لقد كانت الأسابيع الماضية بمثابة ضربة موجعة لإيران التي أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سوريا في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماة تحضيرا للعملية في حلب، فيما تزداد أعداد القتلى بشكل ملحوظ نتيجة ارتفاع وتيرة المعارك، فلقيَ 3 جنرالات إيرانيون مصرعهم في أقل من شهر واحد، بالإضافة لقائدين ميدانيين في حزب الله اللبناني.
ومن أبرز الأسماء التي لقيت مصرعها مؤخراً العميد في الحرس الثوري الإيراني” حسين همداني” الذي قتل في حلب شمال البلاد في تشرين الأول الماضي، وكان همداني نائب الجنرال قاسم سليماني قائد لواء القدس، أما في حماة فقد لقيّ القائدين في الحرس الإيراني “حاج حميد مختار بند” و “فرشاد حسون زاده” مصرعهم خلال الاشتباك مع الثوار.
وبحسب الإعلام الإيراني فإن أكثر من 10 جنرالات قتلوا في سوريا خلال العامين الماضيين، وكان من بينهم “حسن شتري” و “محمد زاده” و “عبدالله اسكندري” بالإضافة إلى “جبار دريساوي” و “علي الحدادي” وأعلنت وكالة فارس الإيرانية اليوم عن مقتل ضابط رفيع المستوى في المنطقة الجنوبية في سوريا ويدعى “أحمد رحيمي” أما على الصعيد اللبناني الذي يشهد توتراً ملحوظاً نتيجة ارتفاع عدد قتلى حزب الله اللبناني داخل سوريا، فسجّل مقتل القيادي “حسين الحاج” في معارك سهل الغاب بريف حماة في الشهر الفائت، ويعرف عنه أنه الرجل الثاني ل”حسن نصر الله”.
ومازالت أعداد القتلى في ازدياد فقد سجلّ بالايام القليلة الماضية مقتل 4 عناصر في ريف حلب ودمشق، والقتلى هم : ” محمد علي نور الدين” أحد أبناء رجل الأعمال “عبد الرضا نور الدين”، وقالت صحيفة “مشرق” إنه قتل في القلمون بريف دمشق.
يقول سوريون: بعد كل تلك الأرقام لقتلى إيران وحزب الله يظهر حسين عبد الهيان نائب وزير الخارجية الإيراني ليقول ” نحن لا نسعى أن يبقى بشار الأسد رئيسا مدى الحياة، لكننا نرفض فكرة استخدام القوى المتطرفة والإرهاب لإسقاط الأسد والحكومة السورية” فكيف لو كان يسعى لبقائه؟!.