زيتون – محمد اسماعيل
ولد يوسف أحمد الجادر في مدينة جرابلس من أعمال محافظة حلب عام 1970، والده أحمد الجادر كان يعمل في نشر الحجر و بيعه، كان الأخ الثالث لإخوته البالغ عددهم ستة أشخاص، درس في مدارس جرابلس و تخرج من ثانوية أحمد سليم ملا بكالوريوس علمي ليلتحق بمعهد إعداد المدرسين (صف خاص) في مدينة حلب، لكن تركها بعد عام ليلتحق بالكلية الحربية في حمص 11-1-1990.
تخرج من الكلية الحربية في شهر كانون الأول 1993 برتبة ملازم أول، تابع عمله بالسلك العسكري حتى ارتقى إلى رتبة عقيد قائد كتيبة المدرعات في اللاذقية.
لم يكن يوسف الجادر بمعزل عن مطالب شعبه بالحرية والكرامة لذا أتى انشقاقه مبكراً في 18-7-2012 بالتعاون مع ثوار الحفة آنذاك ثم سارع بالانضمام إلى ثوار حلب “لواء التوحيد” في مدينة الباب بتاريخ 22-7-2012 وعاد بعدها إلى مسقط رأسه جرابلس، ليصبح أحد قادة اللواء مشاركا بتحرير ريف حلب، ثم الدخول إلى مدينة حلب و تحرير حيي سيف الدولة و صلاح الدين في أول دخول للجيش الحر إلى المدينة، ومن ثم كان العمل الأهم في مدينة حلب وريفها وهو تحرير مدرسة المشاة بتاريخ 13-12-2012.
حيث كان أبو فرات القائد الميداني للمعركة، وتعد مدرسة المشاة من أهم القواعد العسكرية الموجودة في مدينة حلب من حيث المساحة والموقع الاستراتيجي الفاصل بين الريف الشمالي ومدينة حلب، وقد سيطر الجيش السوري الحر على هذه النقطة العسكرية بعد أن خاض معارك ضارية ضد قوات النظام، قتل على إثرها مئات من القوات التابعة للنظام وأسر عدد كبير منهم.
استشهد العقيد يوسف الجادر بتاريخ 15-12-2012 وقبل انتهاء عملية التحرير لكامل جوار المنطقة، وعن موضوع استشهاده حدثنا ابنه أحمد يوسف الجادر أنه وفي حين كان والده في غرفة عميد كلية المدرسة وردت مكالمة على جهاز اللاسلكي (القبضة) تفيد بأن بعض عناصر الثوار يقومون بتحميل الذخيرة والأثاث في الشاحنات فرد على القبضة “الله لا يسامحكن”، و توجه مع ثلاثة من قادة المعركة منهم “أبو يزن وعمر البيانوني” تزامنا مع خروج رتل للنظام من معسكر التدريب الجامعي القريب لمؤارة عناصره الفارين من المعركة، إضافة لوجود عناصر هاربين من النظام من محيط المدرسة حيث حوصروا واستهدفتهم إحدى الدبابات بقذيفة أدت لاستشهاده.
يعتبر أبو فرات من القادة الاستنثنائيين الملهمين للحراك الثوري في سوريا لما عرف عنه من إخلاص وتفان، وبقيت كلماته القليلة التي مررها عبر كاميرا إحدى الفضائيات دامغة في ذهن السوريين إلى اليوم، وهذا نص الكلمة:
«والله مزعوج، لأنو هاي الدبابات دبابتنا و هدول العناصر أخوتنا.. والله العظيم كلما بشوف إنسان مقتول مننا أو منهون، بزعل قسما بالله لأ انو الأبن الحرام مستقيل كان بلدنا أفضل بلد بالعالم بس تمسكت بالكرسي يا ابن الحرام ليش؟
وتقتل بالعالم الطالعة سلمية؟ ونحن ضبّاط قاعدين وعم نقول بلكي يزوق اليوم . بلكي يزوق بكرا.
ونقعد ونفيق و تقول عصابات مسلحة و إرهابية، أي والله مانا إرهابية ولا كنا ارهابية».