القدس العربي – منهل باريش
نفى فصيل جند الأقصى عودته إلى صفوف جيش الفتح بعد ساعات من سيطرته على مدينة مورك، وقال: «لم نبلغ رسمياً»، تعليقاً على الخبر الذي كتبه الشرعي في جيش الفتح عبد الله المحيسني.
وظهرت خلافات فصائل جيش الفتح إلى العلن صباح يوم الجمعة الماضي، عندما نشرت الحسابات الرسمية على وسائط التواصل الاجتماعي لـفصيل أجناد الشام صور اقتحامها لقرية عطشان شرقي مورك، مرفقة باللوغو الخاص به، واستثنت اللوغو الخاص بـ»جيش الفتح».
وعلّقت جبهة النصرة مشاركتها في غرفة عمليات جيش الفتح بعد أسبوع من انسحاب حليفها، فصيل جند الأقصى.
وكشف قيادي في جيش الفتح، رفض نشر اسمه، لـ«القدس العربي» أن تعليق النصرة لعملياتها العسكرية ضمن غرفة عمليات الجيش، جاء على خلفية إعلان جند الأقصى الانسحاب من الائتلاف العسكري، في 24 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، بسبب ما وصفه الجند في حينه بموافقة عدد من الفصائل المشكلة للجيش على «مشاريع صادمة للشريعة، والضغط عليه من قبل الأحرار لمحاربة تنظيم داعش».
وأشار القيادي إلى أنّ أسباب تعليق النصرة لعملها تكمن في انسحاب الجند من الجيش، ما قد يؤثر على القرارات العسكرية الّتي قد يتخذها الجــيش فـــي المرحلة القادمة، خاصة وأن «النصرة» أصبحت بلا تحالفات قوية تدعم مشـــاريعها ضمن غرفة عمليات الجيش، بعد انسحاب «الجند» منه.
ولفت القيادي في الجيش إلى أنّ «النصرة» قد تعود عن قرارها في حالة وحيدة، وهي عودة «الجند» إلى غرفة عمليات جيش الفتح، متوقعاً ألا تتم العملية بسهولة في المدى المنظور.
وتصدّعت غرفة عمليات الجيش بعد خروج جند الأقصى منه، لاعتزاله قتال تنظيم داعش، ولخلافات فكرية وإيديولوجية مع أحرار الشام المكون الرئيس للجيش، والّتي كادت أن تتطور إلى نزاع مسلح في حماة. يضاف إلى هذا الخلاف الكبير بين فيلق الشام وجند الأقصى اثر اغتيال «الجند» لأحد أبرز قادة «الفيلق»، الشيخ مازن قسوم، في الخامس والعشرين من شهر يوليو/ تموز الماضي.
وأشار عضو في مجلس شورى مدينة إدلب، رفض الكشف عن اسمه، إلى أنّ قرار التعليق ليس نهائياً من جانب النصرة، وتجري حالياً مفاوضات حثيثة واجتماعات مكوكية من أجل ثنيها عن القرار. وأشار العضو في حديث لـ«القدس العربي» إلى أنّ الجهود الآن تنصب على عودة الجند إلى الجيش من جديد، موضحاً أنّ ومضات إيجابية تلوح في الأفق.
وعن أثر تلك الانقسامات على المعارك، كتب القيادي البارز في أحرار الشام «خالد أبو أنس» على صفحته على الفيسبوك: «أحدثكم عن الإنجازات خارج جيش الفتح، النصرة لم تسيطر على تلة، الأحرار عجزت عن قرية، غرتكم قوتكم ولم تعلموا أن سبب نصركم الاعتصام».
وتترك الانقسامات في جيش الفتح أثرها الواضح على معركة حماة، بعد مغادرة فصيلين أساسيين لغرفة العمليات هما النصرة وجند الأقصى، مما سيتطلب إعادة النظر في الخطة الميدانية للمعركة التي أعلن عنها جيش الفتح في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، تحت مسمى «غزوة حماة».
واعتبر القاضي العام في جيش الفتح عبد الله المحيسني في وقت سابق أن الخروج من جيش الفتح إثم عظيم، في تعليق له على انسحاب الجند من الجيش، معرباً عن خشيته من أن تؤثر تلك الانقسامات على وحدة الصف، وتوقف زحف الجيش في المعارك – وفق ما جاء في منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك.
وكان جيش الفتح السوري المعارض قد تشكّل في آذار/ مارس، من العام الحالي، من ائتلاف عدة فصائل في محافظة إدلب، أبرزها جبهة النصرة، أحرار الشام، جند الأقصى، فيلق الشّام، أجناد الشام، جيش السنة، لواء الحق. وكانت له الكثير من الإنجازات العسكرية التي أدت إلى دحر قوات النظام وحلفائه من مدينة إدلب وريفها، بما فيه من قطع عسكرية أبرزها مطار أبو الضهور ومعسكري المسطومة والقرميد، إضافة إلى دوره الفاعل في معارك سهل الغاب.
وتتركز خلافات جيش الفتح بشكل أساسي على شكل الادارة المدنية لمدينة حماة بعد التحرير، اضافة إلى نسب أعضاء كل فصيل من الفصائل في كل إدارة، وخصوصاً مجلس القضاء وإدارة الخدمات، إلى جانب نزاع حاد على تقسيم الغنائم العسكرية بين القطاعات.
كل هذه الخلافات بين الفصائل الإسلامية تؤكد أن مرده الأساسي خلاف المرجعيات وشكل الدولة السورية مستقبلاً. وتنذر بخطر شديد يهدد المعارضة المسلحة كلها في شمال سوريا.