المدن – منهل باريش
سيطرت فصائل “جيش الفتح” على مدينة مورك شمالي حماة، فجر الخميس، بعد أيام من محاولتها اختراق المدينة من نقاط متعددة. وكثفت الفصائل المعارضة قصفها لخطوط الدفاع على النقطتين السابعة والثامنة الواقعتين غربي مورك، وهما أكثر النقاط تحصيناً في مورك.
وأشغلت سرايا المدفعية لفصائل “الفتح”، كتيبة الدبابات التابعة لقوات النظام الواقعة شرقي مورك، بالقصف المستمر من أجل تحييدها ليتمكن اقتحاميو “جند الأقصى” من اختراق النقطتين السابعة والثامنة. وساعدت كثرة التحصينات والخنادق في حماية الاقتحاميين في الوصول إلى عمق مورك، لتتخذ قوات النظام قراراً بالانسحاب، حفاظاً على عناصرها، وتجنباً لمعركة حرب شوارع كانت قد ذاقت طعم هزيمتها في إدلب وأريحا وجسر الشغور.
وأوقعت فصائل المعارضة عشرات القتلى في صفوف قوات النظام، ودمرت عدداً كبير من الآليات الثقيلة له، فيما انتقلت الاشتباكات بين “جيش الفتح” وقوات النظام والميلشيات الموالية لها، إلى جنوبي مورك على الطريق الدولي بين مورك وجسر صوران.
ورغم شنّ المقاتلات الروسية أكثر من 60 غارة جوية على مورك، لكنّها لم تفلح في تمكين قوات النظام والمليشيات المساندة لها، من المحافظة على خطوطها، أو إجبار فصائل المعارضة على التراجع.
وقال الناشط الإعلامي معاذ العباس، لـ”المدن”: “إنّ المعارك في مورك أسفرت عن مقتل 100 عنصر من قوات النظام، بالإضافة لمقتل قائد العمليات العميد الياس صقر”. وسيطر “جيش الفتح” على 11 دبابة و5 عربات “بي أم بي”، وعدد من صواريخ “غراد” والصواريخ المضادة للدروع من نوعي “كونكورس” و”ميتس” و6 رشاشات عيار “14.5”، و3 مدافع رشاش عيار “23”.
وأشار العباس إلى “أنّ قوات النظام ومرتزقته تراجعوا باتجاه مدينة صوران القريبة، بعد إخفاقهم في صد هجوم قوات المعارضة على مورك، بعد المعارك الّتي استمرت لأيام عديدة. ومن المتوقع أن تنسحب أيضاً قوات النظام من مدينة صوران، على وقع ضربات قوات المعارضة، كي تتحصن في مدينة حماة، من أجل تشكيل قوات حماية كبيرة ضد هجمات فصائل المعارضة”.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة مورك، في أنها تعد خط الدفاع الأول عن القرى الموالية للنظام، مثل معان ومعردس وسقيلبية وغيرها. وبعد السيطرة على مورك أصبح الثوار على أطراف بلدة صوران، الّتي تعتبر المدخل الشمالي لمدينة حماة.
وفي سياق المعارك في ريف حماة أيضاً، قال الناشط الميداني أبو الوليد الحموي لـ”المدن”: “إنّ المعارك في الفترة المقبلة ستتمحوّر في مدينة صوران، الّتي تعتبر البوابة الرئيسية لتحرير حماة المدينة، فضلاً عن طيبة الإمام وقمحانة اللتين مازالتا خاضعتين لسيطرة قوات النظام”.
وأشار قيادي في “جيش الفتح” في حديثه لـ”المدن”، إلى أنّ: “الدور الأكبر في السيطرة على مدينة مورك، هو لفصيل جند الأقصى، الذي تأتي عمليته الخميس، بعد اتفاق تم الأربعاء، على عودة جند الأقصى إلى غرفة عمليات جيش الفتح في حماة، لمتابعة الأعمال العسكرية لفصائل المعارضة من أجل تحرير المدينة”.
ومن جهته، قال تنظيم “جند الأقصى” في تعميم مسجل: “لم نُبلغ رسمياً حتى الآن عن قبول اتفاقنا الرجوع إلى جيش الفتح”.
غرباً، استعاد “جيش النصر” السيطرة على قرية الجنابرة، بعدما دمرت سرايا الصواريخ المضادة للدروع دبابة وعربة رشاش عيار “14.5”، ويحاول “جيش النصر” التقدم الى بريديج لتضييق الخناق على بلدة كرناز وقطع الطريق بين حماة والسقيلبية.
ويشكل انهيار قوات النظام في مورك ضربة قاسية للنظام، الذي لن يتمكن من بناء وتعزيز تحصينات في صوران وطيبة الامام جنوبي مورك، وسيلجأ إلى تجميع قواته حول مدينة حماة وداخلها، ما سيجعل معركة مدينة حماة المرتقبة صعبة على جميع الأطراف.
وتأتي نتائج معارك الريف الحموي، لتمتص فورة قوات النظام بعد تلقيها الدعم الروسي في محاور متعددة من كفر نبودة إلى مورك في حماة، مروراً بمعركبة ولحايا. في الوقت الذي برزت فيه قوات المعارضة موحدة في عملياتها العسكرية؛ فـ”الجيش الحر” أفشل هجوم قوات النظام المدعومة روسياً على عدد من المحاور، في حين تولت الفصائل الإسلامية الممثلة في “جند الأقصى” الهجوم على تلك القوات لتجبرها على التراجع، ملحقة بها خسائر فادحة.