زيتون – سماح خالد
أصبح سير العملية التعليمية في سوريا من الأمور الصعبة ولاسيما بعد دمار معظم البنى التحتية للمدارس نتيجة الحرب عليها.
ويشكل التعليم المهني في الدول المتقدمة أساسا واضحا في نهضتها ومنها ألمانيا التي أعطت اهتماماً لتدريب العاملين والصناعيين من أجل دعم سوق العمل، أما في سوريا فالطالب يخول للدخول إلى أحد أفرع التعليم المهني بعلامات متدنية بعد حصوله على شهادة التعليم الأساسي .
والمدارس المهنية في سورية عبارة عن ورشات ومنشآت تدريبية تحتوي العديد من الأجهزة والمستلزمات الصناعية، وفيها مجالات عدة منها تقنيات الحاسوب الالكترونية والكهربائية والحدادة والنجارة والتكييف والتبريد والزراعية وغيرها، حيث انتشرت المدارس المهنية في جميع المحافظات السورية وكان الهدف منها إعداد كوادر عاملة يتم تأهيلها علمياً وعملياً قادرة على التعامل مع التطورات لتمارس العمل المهني فور تخرجها بكفاءة عالية.
ولكن جميع هذه الأهداف للأسف مع وقف التنفيذ بسبب وجود خلل في التنسيق بين الكوادر المدربة وسوق العمل، وانخفاض جودة التعليم وعدم القدرة على تأمين الاحتياجات التدريبية والتغيير المتسارع في المعلومات العلمية نتيجة تطور التكنلوجيا، فضلا عن تسرب عدد كبير من الطلاب فمعظم الطلاب يدخلون هذا الفرع مجبرين كونه الوحيد بحسب علاماتهم، وفرص إكمال التعليم الجامعي قليلة فلا يختارون سوى الطلاب الأوائل في الشهادة الثانوية والباقي يكمل التعليم المتوسط في المعاهد وبعد التخرج لا يجدون عملا يتناسب مع قدراتهم وشح فرص العمل في القطاعين العام والخاص، فآخر مسابقة قامت بها وزارة التربية التابعة للنظام السوري لتعيين عدد من خريجي المعاهد المهنية كانت منذ أكثر من 5 سنوات.
محمد طالب في أحد المدارس الثانوية المهنية في ريف ادلب يقول:” بعد تحرير مدينة ادلب قام بعض من لصوص الحرب بسرقة الأجهزة والمعدات الموجودة في المدرسة وقد مضي أكثر من شهر على افتتاح المدارس وإلى الآن لانعرف ماهو مصيرنا “. وكان للحرب في سورية تأثير كبير على سوية التعليم المهني مما زاد واقع المدارس بؤساً، وقد شهدت معظم المدراس في المناطق المحررة أوضاعاً صعبة، يقول عمر أبو سامي مدير إحدى المدارس المهنية في محافظة ادلب: “لقد أصبح التعليم المهني شبه منعدم نتيجة تعرض أغلب المدارس للقصف، وغياب المواد الأساسية للمهن وما يساعدهم في تعليمهم ونقص حاد في الكوادر التعليمية لأسباب متعددة، بالإضافة لانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة ادلب منذ عدة أشهر وعدم إيجاد حل بديل، فتعتبر الكهرباء العامل الأساسي في ورشات العمل والتدريب وعدم وجود منظمة أو أي جهة ممولة لدعم هذا الفرع التعليمي”.
نظام يسعى لإفشال أجيال قادمة ليصبح التعليم آخر ما يهتم به السوري بعد انشغاله بالبحث عن لقمة عيشه، ويبقى التساؤل قائما هل سيزول هذا النوع من التعليم أم أنه سيعود بدعم لينهض من جديد.