محمد الثائر – ادلب – زيتون
توقف الكثير من طلاب الجامعات عن إكمال مسيرتهم التعليمية بسبب الظروف التي حلّت في المناطق التي توجد فيها كلياتهم، في مختلف المحافظات السورية منذ انطلاق الحراك الثوري و خوفهم من ممارسات النظام بحقهم في تلك المناطق.
بعد تحرير مدينة إدلب في آذار/مارس 2015 و عدم تمكّن معظم الشباب والفتيات من الخروج إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، خوفاً من اعتقالهم و استغلالهم بطريقة أو بأخرى، تم تشكيل إدارة مدنيّة في مدينة ادلب تهتم بأمور المواطنين هدفها إعادة كافة جوانب الحياة للعمل من جديد، و أُصدر بتاريخ 2 آب/أغسطس 2015 قرار إداري بإحداث جامعة ادلب تضم عدداً من الكليات التي كانت موجودة بالسابق. وبعد عدة أيام من صدور القرار الإداري، و نتيجةً لجلسات طويلة من الحوار و التواصل و تبادل الرؤى و الأفكار مع جلّ المعنيين بالعملية التعليمية، تمكنت إدارة التعليم العالي التابعة للإدارة المدنية في محافظة ادلب المحررة من الشروع في العمل في الجامعة المحدثة. حدّدت إدارة جامعة ادلب مواعيداً منسّقة و موزعة على عدة أيام حرصاً على دقة العمل وانطلاقاً من مراعاة مصلحة الطلاب، فكانت أيام محددة للطلاب القدامى الراغبين باستكمال دراستهم في جامعة ادلب، و أيام أخرى للطلاب الراغبين بسحب أضابيرهم الدراسية، وما تبقى من أيام لاستقبال الطلاب الجدد الذين ينوون الإلتحاق في الجامعة.
بعد ذلك و نظراً للحاجة الملحة لتوسعة جامعة ادلب، قامت مديرية التعليم العالي التابعة للإدارة المدنية بإصدار قرار بإحداث الكليات والمعاهد التالية:
(كلية طب الطوارئ – كلية الهندسة الميكانيكية – ميكانيك عام – كلية الهندسة المدنية – كلية الطب البيطري – قسم الكيمياء بكلية العلوم – قسم علم الأحياء بكلية العلوم – قسم الجغرافية بكلية الآداب – قسم التاريخ بكلية الآداب – قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب).
ليُحدث بعد ذلك عدة كليات أخرى أُضيفت للكليات الجديدة و الكليات الموجودة مسبقاً و هي: (كلية الصيدلة، كلية الشريعة، كلية الحقوق و القضاء، والمعهد الطبي، ليصبح عدد الكليات و المعاهد التابعة لجامعة ادلب 25 كلية و معهد).
بعد صدور المفاضلة العامة في كليات و معاهد جامعة ادلب، و بعد تحديد مواعيد معينة للتسجيل فيها، أفادنا الأستاذ “ثائر” أحد المعيدين في كلية الآداب في جامعة ادلب بأن عدد الطلاب المستجدين بلغ حوالي 6000 طالب و عدد الطلاب القدامى بلغ حوالي 5000 طالب، مما يؤكد على رغبة الطلاب في إكمال مسيرتهم التعليمية بعد ما أوقفتها آلة الحرب.
الدكتور “طاهر سماق” عميد كلية الزراعة في جامعة ادلب المحدثة التابعة للإدارة المدنية بعد التحرير أفادنا بعدة معلومات:
“جميع الطلاب القدامى في جامعة ادلب يتم ترفعهم إدارياً بغض النظر عن عدد المواد التي يحملونها، وفيما بعد سنقوم بإجراء دورات تكميلية أو نقوم بتوزيع تلك المواد على السنوات الدراسية القادمة لمعالجة أمرها، و بالنسبة للموضوع الأمني لا نستطيع التكهّن فيه في ظل الهدنة أو بعد انقضاء فترتها المحددة”. و عندما سألناه عن الجهة المسؤولة عن هذه الجامعة أجابنا:
“بالنسبة لموضوع الاعتراف الدولي، هناك جامعات كثيرة تفاوضنا بشأن الإعتراف والإعتراف قريب إن شاء الله، و لكن الجامعة لا تحصل على الاعتراف إن لم يوجد بها عدة أساسيات و مقومات ومن ضمن تلك المقومات المبنى و الكادر التدريسي و الطلاب، و هناك عدة جامعات دولية تقدّم عدة عروض منها بمقابل مادي و منها مجاناً و منها من تقدّم عروضاً و توفر منحاً دراسية، و أتوقع والله أعلم أن نحصل على الإعتراف مع بداية الفصل الدراسي الثاني على أبعد تقدير”. أما عن المناهج الدراسية التي سوف تعطى في جامعة ادلب أفادنا الدكتور “سماق” بما يلي :
“بالنسبة للمنهاج الذي سندرّسه في الجامعة هو نفسه المنهاج السابق فالكادر التدريسي لم يتغيّر بأغلبه وهم موجودون لتقديم ما يستطيعون من جهد للطلاب لمحاولة إفادتهم على أكمل وجه، ولكن تم إلغاء مادة الثقافة القومية فقط لا غير” و أضاف :
“سوف يكون الدوام الأسبوعي بشكل منصّف بين الذكور و الإناث، فدوام يوم السبت و الأحد والإثنين للذكور والثلاثاء والأربعاء والخميس للإناث، آملين بسير المسيرة التعليمية بشكلها الطبيعي وبطريقة أفضل مما كانت عليها سابقاً”. قامت إدارة التعليم العالي التابعة لإدارة مدينة ادلب بتحديد مبلغ 200 دولار كقسط سنوي للتسجيل في الجامعة بالنسبة للأفرع العلمية و 150 دولار للفرع الأدبي و 250 للتعليم الموازي تقسم تلك الأقساط على دفعتين كل فصل دفعة، أما بالنسبة لطلاب التعليم المفتوح الراغبين بمتابعة دراستهم بجامعة ادلب، تقرّر إلحاقهم بالتعليم الموازي في الكليات المماثلة بعد تعديل موادهم من قبل لجان إختصاصية. تعد “جامعة إدلب” مثالاً واضحاً على الجهود التي تبذلها إدارة مدينة إدلب لإكمال التعليم داخل المحافظة رغم نقص الدعم المادي لهم، لإبعاد الخطر قدر الإمكان عن فئة الشباب ممن لا يستطيعون الخروج إلى مناطق النظام، آملين بأن تكون جامعة ادلب مؤسسة علمية ناجحة يستطيع الطلاب من خلالها بناء مستقبلهم.