عبيدة العمر – زيتون
منذ قرابة ثلاث سنوات وحي الوعر في مدينة حمص يخضع لحصار خانق من قوات النظام التي سيطرت على مدينة حمص بعد انسحاب الثوار منها, يعيش في حي الوعر تقريباً مئة وخمسين ألف مدني, وهو محاصر من كل الاتجاهات. يعاني سكان الحي من نقص كبير في المواد الغذائية وباقي أساسيات الحياة وعن الوضع الانساني في الحي بشكل دقيق قال الناشط “حسن الأسمر” عضو تجمع ثوار سوريا في الوعر لزيتون: جميع المواد الغذائية مقطوعة منذ بداية العام ولا يوجد أي مادة غذائية داخل الحي, وإن وجد لتر واحد من الزيت سعره ألف وستمئة ليرة سورية ورب البندورة واحد كغ سعره ألف ومئتي ليرة بينما سعر كيلو غرام من السكر ألف وثمانمئة ليرة. منذ عام كانت أخر مرة تدخل فيها المساعدات الانسانية إلى حي الوعر عن طريق الأمم المتحدة, بعدها منع النظام دخول المساعدات إلى الحي, مفاوضات عدة دارت بين لجنة من أهالي الحي ومندوبين عن النظام من أجل السماح بدخول الأغذية وحليب الأطفال إلى الحي فشلت جميعها, يسمح النظام للموظفين والطلاب فقط بالخروج من الحي والعودة إليه لكن ضمن شروط أهمها أن لا يحمل العائد إلى الحي أكثر من اثنين كيلوغرام من الخضروات, أي لا يسمح باي مواد أخرى, هذا ما يجعل الخضار حلماً لباقي أهالي الحي, وأفاد الأسمر لزيتون: عدد كبير من أطفال حي الوعر يعانون من حالات فقر دم بسبب نقص كبير في الأغذية. في حي الوعر يوجد عشرات الكتائب التابعة للمعارضة السورية ولكن هيئة حماية المدنيين هي أكبرها وتضم تحت جناحها اثنتي عشر كتيبة, تعمل على تسيير الوضع الأمني داخل الحي, يتعرض الحي لقصف شبه يومي من تجمعات النظام في قرية المزرعة “الشيعية” وبساتين الحي التي تتمركز فيها ميليشيات الدفاع الوطني. اذاً أطفال كثر يعانون من نقص أساسيات الحياة, ويرفض أهلم ترك منازلهم في الوعر والخروج لمناطق أخرى في ريف حمص, فالوعر كما يقولون هو بيتهم ولن يخرجهم منه حتى الموت.