تحرير زيتون
كشف مسؤول أمريكي، الأحد، عن قيام طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي بإسقاط 50 طنا من الذخيرة لمقاتلين في المعارضة في الحسكة شمال سوريا بحسب تصريحات لقناة cnn الامريكية.
وبين المسؤول أن هذه الذخيرة تم نقلها عبر طائرة من طراز C-17s وتتكون من 112 حزمة تحتوي على ذخيرة لأسلحة خفيفة وقنابل يدوية، مؤكدا على أن جميع هذه الحزمات تم استلامها من قبل قوات صديقة.
وكان ناشطون قد اكدوا عن القاء طائرة أمريكية لمظلات تحمل شحنات أسلحة قرب بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، والتي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، والتي اتهمت من قبل منظمة العفو الدولية بالقيام بعمليات تهجير عرقي وتدمير لمنازل وقرى عربية كاملة.
ووثقت المنظمة حالات في أكثر من 12 قرية في مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، والتي باتت تعرف بمناطق الحكم الذاتي، قامت فيها وحدات حماية الشعب الكردية بإجبار السكان على الفرار أو هدم منازلهم.
وقالت لمى فقيه، مستشارة الأزمات لدى منظمة العفو الدولية، «إن الإدارة الذاتية، بإقدامها عمداً على تدمير منازل مدنيين، وفي بعض الحالات تدمير وإحراق قرى بأكملها وتشريد سكانها دون أية أسباب عسكرية يمكن تبريرها إنما تسيء استخدام سلطتها وتنتهك بصفاقة القانون الإنساني الدولي في هجمات تُعد بمثابة جرائم حرب».
واضافت «إن الإدارة الذاتية، في غمار قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تدوس فيما يبدو على جميع حقوق المدنيين الذين وقعوا بين شقي الرحى. لقد شاهدنا عمليات تهجير وهدم واسعة النطاق لم تحدث نتيجة القتال. ويهذا التقرير يميط اللثام عن أدلة جلية على وجود حملة متعمدة ومنسَّقة لتوقيع عقاب جماعي على قرى كانت من قبل تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، أو حيثما توجد أقلية صغيرة يُشتبه في تأييدها لهذا التنظيم». وقال بعض المدنيين إنهم تعرضوا لتهديدات بالتعرض لضربات جوية من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إذا امتنعوا عن مغادرة مناطقهم.
وقد زار باحثون من منظمة العفو الدولية 14 بلدة وقرية في محافظتي الحسكة والرقة، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015، لتقصي عمليات التهجير القسري للسكان وتدمير المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرة «الإدارة الذاتية».
وتُظهر صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، حصلت عليها منظمة العفو الدولية، نطاق عمليات تدمير المنازل في قرية الحُسينية وفي بلدة تل حميس. وتبين الصور 225 بناية كانت قائمة في يونيو/حزيران 2014، ولم يبق منها سوى 14 بناية في يونيو/حزيران 2015، أي أن عدد المباني قد انخفض بنسبة مفزعة تصل إلى 93.8 بالمئة.
كما ان هذه الامدادت تأتي بظل صمت تركي واضح، خصوصاً وان الاتراك يخافون من أي تنظيمات للقومية التركية ويخشون ان تصبح الوحدات الكردية قوة كبيرة في المنطقة، وهي ما أصبحت عليه بدعم من الامريكان، الذي باتوا يستخدمون قاعدة انجرليك التركية لقصف مواقع تنظيم داعش، في معاركه ضد الوحدات الكردية فقط، وعدم تقديم أي مساعدات جوية للجيش الحر المحسوب على الاتراك والامريكان أيضا.
وفي تطور مهم قصفت طائرات التحالف الدولي صباح يوم السبت، محطة تحويل كهربا الرضوانية قرب المحطة الحرارية شرق حلب، ما أدى لدمار أجزاء واسعة من المحطة وخروجها عن العمل، وهي التي تغذي مناطق واسعة من ريف حلب بالتيار الكهربائي الذي تولده المحطة الحرارية، وتخضع تلك المنطقة لسيطرة تنظيم داعش بريف حلب الشرقي.
ويعتبر هذا القصف الأول من نوعه لطيران التحالف، لمناطق التنظيم القريبة من مناطق اشتباكات مع قوات النظام، والتي تحاول منذ عدة أيام التقدم بالمنطقة للوصول لعناصرها المحاصرين داخل مطار كويرس العسكري من قبل التنظيم منذ اكثر من عامين ونصف، كما انها تعد اول اقتراب لطائرات التحالف من قواعد عسكرية مهمة تابعة لقوات النظام، مثل البحوث العلمية ومعامل الدفاع في سفيرة، ومطار كويرس والكلية الجوية، ويعد بمثابة دعم جوي لصالح قوات النظام، التي فشلت بأحراز أي تقدم مهم في المنطقة للوصول لجنودها داخل مطار كويرس، والذي اصبح يشكل موضوع فك الحصار عنه، ضغطاً شعبياً كبيراً لدى القاعدة الشعبية للنظام في الساحل السوري، كما ان ضربات التحالف هذه الداعمة بشكل غير مباشر لقوات النظام، تأتي بالوقت الذي تصارع فيه قوات الجيش الحر في ريف حلب الشمالي، ضد تنظيم داعش الذي احرز تقدماً كبيراً بمحيط مدينة حلب، دون أي مساعدة للجيش الحر من قبل التحالف، الذي تكتفي طائراته بالتحليق ومشاهدة مفخخات التنظيم التي تضرب المدنيين والعسكريين في مناطق الجيش الحر، وكان اخرها خمس مفخخات خلال الثلاث أيام الأخيرة، كان ابرزها بمدينة حريتان التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكرين.