في ظل إغلاق السلطات التركية للمعابر النظامية مع سوريا يتدفق آلاف السوريين عبر الحدود للدخول بطريقة غير شرعية إلى تركيا، تتعدد الأماكن التي يدخل منها السوريون إلى داخل تركيا فمن القامشلي شرقاً إلى تل أبيض واعزاز وعفرين وجسر الشغور غرباً، جميعها نقاط لتهريب البشر والحيوانات والبضائع الى الداخل التركي.
يتعرض السوريون إلى مخاطر عديدة أثناء رحلتهم لعبور حدود تركيا ولعلّ أصعبها هو اطلاق الرصاص الحي من قبل الجيش التركي على الوافدين، حيث سجل مقتل العشرات من المدنيين على طول الحدود، في حين تكون المخاطر الأخرى كالاعتقال لمدة يوم أو يومين أو الضرب المبرح هي الاحتمال الأكبر المتوقع حدوثه.
«الإذن العسكري» طريقة جديدة للدخول إلى تركيا وتتلخص بتقديم «المهرب» مبلغاً من المال للعسكري التركي الموجود على نقطة ما على الحدود مقابل أن يسمح العسكري للسوريين بالدخول إلى تركيا «أبو محمد» سائق سرفيس يعمل على خط التهريب بريف ادلب الغربي تحدث ل» زيتون» قائلاً: «
أقوم يومياً بنقل عشرات الركاب من ريف ادلب إلى نقاط التهريب لتركيا على الحدود الشمالية حيث يكون «المهرب» وهو سوري الجنسية وابن المنطقة بانتظاري، أقوم بتسليمه الركاب وأنتظر عبورهم الى داخل تركيا وعندما ينجحون بالدخول أعود الى منزلي».
«أحمد» شاب من ريف جسر الشغور يعمل «مهربا» من سوريا إلى تركيا ويمضي كل نهاره على نقطة التهريب وقد يضطر أحيانا لبقاء اليوم بكامله في نقطة التهريب بسبب الأعداد الكبيرة من الوافدين، في تصريح خاص ل» زيتون» يقول أحمد:
“في السابق كنا نتقاضى مبلغ 500 ليرة سورية مقابل تهريب شخص واحد إلى تركيا وارتفع المبلغ تدريجيا حتى وصل الآن إلى 25000 ليرة، نحن نقوم بتأمين «إذن عسكري» للسماح للناس بالوصول لتركيا بالمقابل نقوم بدفع المال للعسكري للتركي الذي لم يعد يسمح للناس بالدخول اذا لم نعطيه هدية ثمينة أو مالاً”.
ولم يعمم أحمد هذا الأمر على كل الجنود الأتراك بل إن بعضهم يساعدون الناس دون جزاء، ويقول أحمد إن مئات العائلات يدخلون من نقطته إلى تركيا يومياً حيث يسلكون طريقاً برياً طويلاً مليئاً بالأشواك ويستمرون بالسير لفترة قد تصل إلى أربعة ساعات متواصلة دون استراحة، في معظم الأحيان يبدأ المسير ليلاً فيغتنم الوافدون فرصة غياب حرس الحدود التركي أو نومه ويتمكنون من الوصول إلى القرية التركية القريبة من الحدود ويصبحون في وضع آمن من الملاحقة والاعتقال وتكون السيارات التركية بانتظارهم لنقلهم إلى مدينتي الريحانية وأنطاكيا.
يعد الخروج من تركيا أمراً في غاية الصعوبة والخطورة ويكون أصعب من محاولة دخولها، يحتاج السوريون إلى بطاقة «كيمليك» التركية للدخول إلى سوريا عن طريق المعابر النظامية التي يقوم كل معبر منها بإدخال مئتي سوري يومياً بعد تسليمهم هوياتهم التركية إلى إدارة المعبر، ولا يحق لمن سلم هويته استخراج هوية أخرى هذا ما يجعل معظم الناس يختارون طرق التهريب رغم خطورتها، فقد شهدت منطقة أطمة الحدودية قبل عدة شهور حالات متكررة لمقتل سوريين حاولوا تخطي السياج الحديدي ودخول الأراضي السورية منهم قادة في الجيش السوري الحر كقائد لواء شهداء كرناز «عبد الرحمن ممدوح الحسن» فهل سيتوفر للسوريين إذن عسكري للعودة من تركيا إلى بلدهم دون أن يتعرضوا لإطلاق نار أو اعتقال؟.
عبيدة العمر