كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن وحدة النخبة في قوات الدفاع الإسرائيلية “شالداج” دمرت مصنعاً للصواريخ الدقيقة تحت الأرض بنته إيران في الهجوم الذي شنته إسرائيل ليل الأحد الإثنين الماضي على مدينة مصياف.
وفي وقت سابق، ذكر موقع “تلفزيون سوريا” أن الضربة الإسرائيلية على مدينة مصياف غربي حماة واستهدفت مركز أبحاث عسكرياً رئيسياً يستخدم في إنتاج الأسلحة الكيميائية، لم تقتصر على غارات جوية، بل شملت إنزالاً جويّاً واشتباكات عنيفة وأسر إيرانيين.
وأوضحت المصادر أنّ مروحيات إسرائيلية حامت في سماء المنطقة المٌستهدفة، ولم تهبط على الأرض، حيث جرى الإنزال باستخدام الحبال، بالتزامن مع تدمير المسيّرات الإسرائيلة لجميع سيارات مفرزة أمن النظام هناك، وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان عملية الإنزال.
ووفق المصادر، تخلّلت العملية اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ثلاثة سوريين وإصابة آخرين بينهم مدنيون، كما تمكّن فريق الإنزال الإسرائيلي من أسر شخصين إيرانيين.
إسرائيل أطلعت الإدارة الأميركية مسبقاً على العملية
وقال “أكسيوس” إن الهجوم الإسرائيلي كان أول عملية برية تنفذها قوات الدفاع الإسرائيلية في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا، موضحة أن تدمير المصنع “يمثل ضربة قوية للجهود التي تبذلها إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية”.
وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية أن وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي “شالداج” نفذت الغارة ودمرت المنشأة الإيرانية، وذكر مصدر أن الوحدة الخاصة الإسرائيلية فاجأت قوات النظام السوري في المنشأة، وقتلت العديد منهم، لكن لم يصب أي من الإيرانيين أو عناصر “حزب الله” بأذى.
وذكر مصدران أن القوات الخاصة استخدمت متفجرات أحضرتها معها لتفجير المنشأة تحت الأرض، بما في ذلك الآلات المتطورة من الداخل، في حين قال أحد المصادر إن الغارات الجوية كانت تهدف إلى منع جيش النظام السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.
وأفاد مصدران لـ “أكسيوس” أن إسرائيل أطلعت الإدارة الأميركية مسبقاً على العملية الحساسة، ولم تعارضها الولايات المتحدة.
“الطبقة العميقة”.. إسرائيل راقبت المنشأة لأكثر من خمس سنوات
وعن المنشأة الإيرانية، قال مصدران على دراية مباشرة بالأمر للموقع الأميركي إن الإيرانيين بدؤوا ببناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع “حزب الله” والنظام السوري في العام 2018، بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.
وبحسب المصادر، قرر الإيرانيون بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف، لأنه سيكون منيعاً أمام الغارات الجوية الإسرائيلية.
وأشارت المصادر إلى أن الخطة الإيرانية كانت تتمثل في إنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان حتى تتم عملية التسليم إلى “حزب الله” في لبنان بشكل سريع، وتقليل مخاطر الضربات الجوية الإسرائيلية.
وأضافت أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اكتشفت عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي “الطبقة العميقة”، وأدرك الإسرائيليون أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بضربة جوية وسيحتاجون إلى عملية برية، وفق أحد المصادر.
وكشف مصدر لموقع “أكسيوس” أن الجيش الإسرائيلي فكر في تنفيذ العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة، لكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية.