نقص تمويل قطاع الصحة ينذر بكارثة إنسانيّة شمال غرب سوريا

حذرت مصادرُ طبيّة في شمال غرب سوريا من كارثةٍ إنسانيّة كبيرة ستحلُّ إذا ما استمرَّ التخفيضُ في التمويل الدولي للقطاع الصحي في منطقة يعيش فيها قرابة 6 ملايين نسمةٍ نصفُهم نازحون ويعيشون في الخيام.

وانخفضت المنحُ الدولية المموّلةُ لهذا القطاع بنسب تراوحت بين 30 و50% في ظلّ تزايد الضغطِ على المرافق الطبيّة خاصةً بعد توقّفٍ أكثرَ من 60 منشأة صحيّة عن تقديم خدماتها بشكلٍ كاملٍ، منها 9 مشافٍ تقدٍم خدمات لقرابة مليوني نسمة، يضاف إليهم 12 مركزَ رعايةٍ أولية تخدم أكثر من 200 ألف مستفيد و8 مراكزِ علاجٍ فيزيائي تخدم 1700 شخصٍ وبنكا دم، مما سيزيد الضغطَ على المنشآت الصحية الأخرى التي ما تزال مدعومةً، مما سيجعلها أيضاً عاجزةً عن خدمة عددِ المرضى المتزايد.

وقال مديرُ مديرية الصحة في إدلب الدكتور زهير القراط، إنَّه إلى جانب الحرب التي أضرّت الشمالَ السوري لأكثرَ من 12 سنة، هناك كارثةُ الزلزال الذي تسبّب بتضرر القطاعِ الصحي بشكلٍ كبيرٍ على مستوى البنية التحتية والمنشآت الصحية والمواردِ البشرية وتجفيفِ الدعم.

وأضاف أنَّه مع بداية عام 2024 حصل نقصٌ شديدٌ في تمويل المشافي ومراكزِ الرعاية الصحية الأولية والتخصصية، ووصل عددُ المنشآت التي توقّفَ عنها الدعمُ، من نيسان حتى حزيران الماضيين، إلى أكثرَ من 65 منشأةً، وتمَّ توفيرُ بعضِ الحلول الجزئية لتغطية هذه الفجواتِ خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ونوّه القراط إلى أنَّه مع نهاية أيلول الجاري قد يصل عددُ المنشآت المتوقّفة إلى أكثرَ من 60 في إدلب وريف حلب الشمالي، مما سيشكّل خطراً على القطاع الصحي في شمال سوريا خاصة في ظلِّ استمرار القصفِ ووجود النازحين في الخيام، وِفق موقعِ الجزيرة نت.

ولفت مديرُ الصحة إلى أنَّه يستمرُّ العملُ والتنسيقُ مع الشركاء الدوليين والمحليين والدولِ المانحةِ، وتمَّ إرسالُ كوادر إلى منطقة الخليج العربي وطلبُ الدعمِ من قطر والسعودية والكويت ومن كلِّ الدولِ المتعاطفةِ مع الثورة السورية والسكان في شمالِ غرب سوريا.

وأكّد على أنَّه لا تزال فجواتٌ كثيرة، خاصةً أنَّ عدداً كبيراً من المنشآت الهامة التي تقدّم خدماتٍ كثيرةً ستتوقّف نهايةَ هذا الشهر، وما تزال المنطقةُ تعاني من آثار الحرب الطويلة والقصفِ المستمرِّ من قِبل قوات الأسد وروسيا.

وأوضح القراط أنَّ المنطقةَ لم تصل إلى مرحلة التعافي “كما يُسوّق لذلك كثيرون وخاصةً الاتحادَ الأوربي، لأنها ما تزال في حالة احتياجٍ أساسي إنساني ويجب أنْ تكونَ هناك مرحلةٌ انتقالية بين الاحتياج الإنساني وهذا التعافي الذي يعني تأسيسَ بنيةٍ تحتيّة صحية حقيقية للانتقال، وإشراك المجتمعِ في تحمّل جزءٍ من هذه المهمّة”.

وحذّر القراطُ من كارثة حقيقيّة إذا لم يتمَّ توفيرُ دعمٍ للقطاع الصحي خلال الأشهر الثلاثة القادمة، مؤكّداً أنَّه سيكون لانقطاع الدعمِ عن المشافي، وخاصةً لأقسام النساء والأطفال، ولتوقّفِ برامج اللقاح ومراكزِ غسيل الكلى وبنوك الدم ومراكزِ فقر الدم (الثلاسيميا) والحلولِ لمحارق النفايات الطبية، والدعمِ لمراكز العلاج الفيزيائي، آثارٌ صحيّة خطيرةٌ على الأهالي، من حيث الزيادةُ غيرُ المسبوقة في معدل انتشار الأوبئة والأمراض، وارتفاعُ الوفيات خاصةً بين الأطفال والنساء وكبارِ السن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*