تنتشر المبادرات الأهلية الداعمة لطلاب المدارس في مختلف مناطق محافظة السويداء، بهدف دعم قدرات الطلاب وذويهم على مواصلة العملية التعليمية، بالتزامن مع بدء عام دراسي جديد، وفي ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي أرهقت الأهالي.
ورصد موقع “السويداء 24” في تقرير له، العديد من المبادرات الجماعية والفردية التي تجمع مبالغاً تصل إلى عشرات الملايين، في ظل التراجع الحاد بالقدرة الشرائية وارتفاع تكاليف مستلزمات التعليم. حيث يحتاج الطالب الواحد إلى مليون ليرة وسطياً لتجهيزه مع بدء العام الدراسي، بما في ذلك الملابس والقرطاسية.
ففي بلدة المشنف بريف السويداء الشرقي، جمعت حملة “لا تشيلوا هم”، بالتعاون مع المجتمع المحلي ومغتربي البلدة، مبلغ 48 مليون ليرة سورية، لدعم 950 طالباً بالقرطاسية اللازمة.
كما تكاتفت جهود الأهالي والمغتربين في بلدة الكفر جنوبي السويداء، بين الجمعية الخيرية وفعاليات تجارية وبرنامج دعم التعليم، لتصل قيمة التبرعات إلى 50 مليون ليرة، تم من خلالها دعم طلاب البلدة بألبسة مدرسية وقرطاسية، وتزويد المدارس بمستلزماتها.
كذلك الأمر نفذته حملة “ورقة وقلم” في قرية المنيذرة جنوباً، وغيرها العديد من الحملات التي يطلقها نشطاء المحافظة بشكل تلقائي أحياناً وبتسميات مختلفة، مثل مبادرة الناشط معتصم العفلق، التي رصدت ملايين الليرات لدعم الطلبة في مدينة السويداء من خلال صفحته على الفيسبوك.
وفي بلدة القريا بالريف الجنوبي للمحافظة، أطلق أحد رجال الدين حملة أهلية بمساهمة المجتمع المحلي لدعم أكثر من 30 طالباً من الأيتام وفاقدي المعيل في المرحلة الابتدائية، حيث تم تزويدهم بالقرطاسية والحقائب والثياب المدرسية، وفقاً لموقع “القريا برس” المحلي.
تُجسّد هذه المبادرات الأهلية تضامن المجتمع في وقت تخلى فيه دور الدولة عن مهامه الرعائية. ففي ظل التحديات الاقتصادية الصعبة وغياب الدعم الحكومي الكافي، تبرز هذه المبادرات لتمكّن الفئات الضعيفة من المضي قدماً في تعليم أبنائها.
وأشار الموقع إلى أن هذه المبادرات ليست مجرد أعمال خيرية، بل صورة من صور التكافل المجتمعي أمام الضغوط، تؤكد أهمية إنقاذ قطاع التعليم وضمان استمراريته، فهو السبيل الوحيد للبحث عن مستقبل أفضل، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف في البلاد.