أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن عن القلق العميق إزاء الوضع المتوتر والعنيف المستمر على العديد من الجبهات في سوريا، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية، وهجمات تنظيم “الدولة”، والمواجهات المسلحة بين “قوات سوريا الديمقراطية/ قسد” وجيش العشائر شرقي البلاد.
وقال بيدرسن في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي عبر الفيديو أمس الأربعاء: “لقد وصلت التوترات في المنطقة إلى مستويات جديدة وخطيرة مع سلسلة من الحوادث”. وأعرب عن قلقه إزاء الهجمات على ملعب كرة القدم في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم الأطفال؛ والضربات الإسرائيلية في بيروت؛ والاغتيالات المستهدفة لقادة حماس في طهران، ثم حزب الله في بيروت من قبل إسرائيل؛ والتصعيد الكبير في الأعمال العدائية الذي شهدناه الأسبوع الماضي والذي شهد ضربات لحزب الله في إسرائيل وضربات إسرائيلية في لبنان.
وأضاف أن الضربات الجوية في حمص وحماة ودرعا ثم على الحدود السورية اللبنانية من قبل إسرائيل تثير أيضا قلقاً بالغاً. وشهد شهري تموز وآب هجمات على مواقع عسكرية للولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا بعد فترة هدوء استمرت شهوراً.
توزّع الهجمات في سوريا
وأوضح بيدرسن أن هناك تقارير تحدثت عن ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار من الأراضي السورية باتجاه الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل. وفي آب، كانت هناك مرة أخرى اشتباكات متعددة وضربات جوية وطائرات بدون طيار وتبادل لإطلاق النار بالمدفعية والصواريخ في شمال شرق وشمال غربي سوريا – بما في ذلك ارتفاع قصير في ضربات الطائرات بدون طيار الموالية للنظام السوري على إدلب.
وأشار إلى ارتفاع الأعمال العدائية التي تنطوي على “قوات سوريا الديمقراطية” وبعض قوات العشائر العربية في دير الزور، مع ورود تقارير عن عشرات القتلى والجرحى والنزوح والضربات على البنية التحتية المدنية. ولا تزال أجزاء من سوريا مضطربة، مع وقوع حوادث أمنية متعددة في درعا والمزيد من التوترات في السويداء.
وأضاف أن تنظيم “الدولة” (داعش) زاد من وتيرة عملياته في سوريا، مع زيادة الهجمات، وخاصة في منطقة الصحراء الوسطى، داعياً إلى خفض التصعيد الفوري والمستدام للأعمال العدائية، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، واتباع نهج تعاوني لمواجهة الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن.
ملف المفقودين ومعابر إدخال المساعدات
وقال بيدرسن إن ملف المعتقلين والمفقودين ما يزال يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، مع استمرار الاحتجاز والاعتقال التعسفي والتعذيب أثناء الاحتجاز والاختفاء في جميع مناطق سوريا. وشدد على أن “مثل هذه الممارسات القمعية يجب أن تتوقف”، داعيا إلى إطلاق سراح النساء والأطفال وكبار السن والمرضى على سبيل الأولوية.
وعلى الصعيد الإنساني، رحب المبعوث الخاص إلى سوريا بقرار النظام السوري تمديد الإذن باستخدام معبري باب السلام والراعي الحدوديين. وقال إن هناك حاجة إلى وصول المساعدات بدون عوائق من خلال جميع الوسائل، سواء عبر الحدود أو عبر خطوط التماس.
وبيّن أن السوريين يكافحون من أجل توفير الطعام، وبأن برنامج الغذاء العالمي حذّر من أن الحد الأدنى للأجور في سوريا لا يغطي سوى 11 في المئة من الاحتياجات الأساسية للأسرة. ولا يمكن معالجة المشاكل التي تواجهها سوريا من دون عملية سياسية تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري وتعيد سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها.
وختم قائلاً: “ليس لدينا أي وهم بأن أياً من هذا سيكون سهلاً، ولكن سيكون من الخطأ أن نستنتج أنه مستحيل”.