خطر الحرائق يُهدد البيئة والناس في شمال غربي سوريا

ارتفعت أعداد الحرائق في شمال غربي سوريا خلال العام الحالي 2024 مقارنةً بالفترة بالسنوات الماضية، وباتت هذه الحرائق تشكّل خطراً يهدد البيئة والتنوع الحيوي والسكاني في المنطقة، إضافة للخسائر في الأرواح، والخسائر المادية والاقتصادية للأهالي.

وقال الدفاع المدني السوري إن فرقه استجابت، خلال الأشهر السبعة من العام الحالي لأكثر من 2500 حريقاً، تسببت بعدد من الوفيات، بينهم أطفال، وإصابة العشرات، عدا عن الأضرار في المحاصيل الزراعية والمخيمات.

ووفق إحصائية أعدها الدفاع المدني توزعت الحرائق على الشكل التالي: 1303 حريقاً في الحقول الزراعية، و470 حريقاً في المنازل السكنية، و121 حريقاً في المخيمات، و76 حريقاً في محطات تكرير ووقد بدائية، إضافة لحرائق أخرى موزعة على الأسواق والمحلات التجارية والغابات.

وبحسب فريق منسقو الاستجابة، فإن 9 أشخاص لقوا حتفهم جراء تلك الحرائق، من بينهم طفلان، واصابة أكثر من 60 شخصاً آخرين، من بينهم 13 طفلاً و 7 نساء، حسب ما صرّح به مسؤول الفريق محمد حلاج لجريدة زيتون.

وحذّر الحلاج، في حديثه للجريدة، من اشتداد خطورة الحرائق خلال الأيام المقبلة مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة.

وقال، إن الفريق لاحظ في المنطقة زيادة أعداد الحرائق في الأراضي الزراعية والمناطق الحرجية، وإن مخاوف اندلاع الحرائق تشمل المخيمات ومنازل المدنيين وسط الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة.

وذكر مسؤول الفريق أن عدد الحرائق وصل إلى أرقام “مرعبة”، وكل هذا ينعكس على البيئة والتنوع الحيوي في المنطقة، ويؤثر سلباً على حياة الناس المتضررين أصلاص بسبب ظروف الحرب.

 

تعدد أسباب الحرائق:

وأرجع الدفاع المدني ارتفاع حصيلة الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة بالدرجة الأولى، وحالة الجفاف الشديدة في الجو، إضافة إلى عوامل أخرى ترتبط بضعف إجراءات الأمن والسلامة من الحرائق، لافتًا إلى أن هذا الارتفاع يشكّل خطراً محدقاً على حياة المواطنين والبيئة والمناخ، خاصة مع استمرار حرب النظام وروسيا، وضعف مقومات الحياة في مناطق شمال غربي سوريا.

في حين قال مسؤول منسقو الاستجابة أن اعتماد النازحين على وسائل الطبخ والتدفئة البدائية غير الصالحة للاستخدام داخل المخيمات، والاعتماد على مواقد الطهي داخل الخيام، يزيد من خطورة اشتعال الخيام بشكل أكبر، وخاصةً أن 90 % من العائلات النازحة تعتمد على مواد الاشتعال غير صالحة، مثل المواد البلاستيكية والنفايات، داخل الخيم، وسط انعدام وجود أماكن آمنة نسبياً للحد من الحرائق.

ولفت إلى أن استخدام الخيم القماشية يعتبر أحد أبرز أسباب انتشار الحرائق داخل الخيام، وعدم توفر العوازل، حيث إن نسبة المخيمات التي تغيب عنها العوازل اللازمة لمنع الحرارة أو الحرائق أكثر من 98 % من المخيمات.

 

نتائج كارثية

وعن النتائج الكارثية التي تسببت بها ارتفاع نسبة الحرائق في شمال غربي سوريا، يقول المهندس الزراعي ومسؤول الأمن والسلامة في إحدى المنظمات المعنية بالكوارث “حذيفة الخطيب” لجريدة زيتون، “شهدت مناطق شمال سوريا لارتفاع كبير في عدد الحرائق بالآونة الأخيرة، ونتج عنها عدة كوارث بيئية واقتصادية واجتماعية”.

أولى تلك النتائج، بحسب الخطيب، هي الأضرار البيئية، حيث تسببت الحرائق في تدمير مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية، مما أدى إلى فقدان التنوع البيولوجي وتقليل مساحات الغطاء النباتي الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي. 

والنتيجة الكارثية الثانية، كانت على مستوى الاقتصاد، حيث تعتمد المجتمعات المحلية في شمال غرب سوريا بشكل كبير على الزراعة وتربية الماشية كمصادر رئيسية للعيش. تدمير الأراضي الزراعية والغابات بسبب الحرائق يؤدي إلى فقدان مصادر الرزق، مما يزيد من معدلات الفقر ويضعف القدرة الاقتصادية للمجتمع المحلي

وأما النتيجة الكارثية الثالثة، وفق ما ذكر الخطيب، هي الأضرار الصحية، حيث تسبب الدخان والغازات المنبعثة من الحرائق في تلوث الهواء بشكل كبير، ومما أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالأمراض التنفسية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، خاصة بين الأطفال وكبار السن. 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*