تمكّنت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) من إخماد حريق حراجي ضخم اندلع في محيط قرية سلهب بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب، بعد عمل استمر لمدة سبع ساعات وبمشاركة 45 متطوعاً.
وقال الدفاع المدني على معرفاته الرسمية، إنّ فرقه تمكّنت بعد 7 ساعات من العمل المتواصل من إخماد الحريق الذي اندلع ظهر، أمس الأحد، وسط صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وطبيعة المنطقة الجبلية وتضاريسها الوعرة، التي أعاقت وصول سيارات الإطفاء وأرهقت المتطوعين.
وأشار إلى مشاركة 45 متطوعاً في عملية إخماد النيران، مجهزين بـ 4 سيارات نجدة و5 ملاحق مياه و5 سيارات خدمة وسيارتين إسعاف.
وأكد أن الحرائق الحراجية تشكّل خطراً بيئياً من خلال تقليص المساحات الخضراء، وتهدد التنوع الحيوي فيها.
ونشر الدفاع المدني صورةً تظهر أحد متطوعيه وهو ملقى على الأرض، مشيراً إلى أنه أُصيب رغم اتخاذه إجراءات الأمن والسلامة خلال إخماد الحريق، حيث هرع زملاؤه إلى مساعدته ورش جسمه بالمياه في محاولة لتخفيف الحرارة عنه.
تصاعد مستمر في الحرائق
شهد النصف الأول من العام الحالي زيادة ملحوظة في عدد الحرائق التي اندلعت في شمال غربي سوريا، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لما ذكره الدفاع المدني السوري في تقريره نصف السنوي حول المنطقة.
وجاءت هذه الزيادة في الحرائق نتيجة للأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة والتي خلفت أعشاباً كثيفة قابلة للاشتعال، إلى جانب موجة الحر التي جاءت مبكراً هذا العام.
وخلال تموز الماضي، وثق الدفاع المدني السوري اندلاع أكثر من 500 حريق في منطقة شمال غربي سوريا، في تصاعد واضح مقارنة بحصيلة الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
وقال الدفاع المدني إن أعداد الحرائق “لا تزال في تزايد مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وتشكل خطراً يهدد سلامة المدنيين وممتلكاتهم، والبيئة والتنوع الحيوي في شمال غربي سوريا”.
وأوضح أن فرقه استجابت خلال شهر تموز الفائت لـ508 حرائق، منها 242 في حقول زراعية، و77 في منازل سكنية، و24 في أسواق ومحال تجارية وغذائية، و55 في الغابات، و14 في المخيمات، و5 في محطات تكرير وبيع الوقود.
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2024، أخمد الدفاع المدني 2213 حريقاً، بزيادة نحو ألف حريق عن عدد الحرائق التي اندلعت خلال الفترة نفسها من العام 2023.