قالت إدارةُ الكوارث والطوارئ التركيّة (أفاد)، الجمعة، إنَّ زلزالين بقوة 5.2 و4.2 درجاتٍ ضربا حماةَ وسط سوريا بالتتابع، وبفارق 3 دقائق بينهما، وذلك للمرّة الثانيةِ في أقلَّ من أسبوع.
من جهته، قال “المركز الوطني للزلازل” التابعُ لنظام الأسد إنَّ سكانَ مدينة سلمية بريف شعروا بالهزّة الأرضيّة، وذلك قرب المكان الذي ضربه زلزالٌ في ساعة متأخّرة الاثنين، مما أثار حالةً من الذعر مع إصابة العشراتِ لكن دون سقوط قتلى.
وبحسب المركز، فقد بلغت شدّة الزلزال 4.9 درجة على مقياس ريختر، وعلى بعد 28 كيومترًا شرقي حماة، وحصلت في الساعة الواحدة و15 دقيقةً من ظهر الجمعة، فيما قالت وسائلُ إعلام لبنانيّة إنَّ الهزّةَ الأرضيّةَ شعر بها سكانُ بيروت وجبيل وكسروان.
مع تجدّدِ الهزّات الأرضية ومركزُها حماة وسط سوريا تُطلق التساؤلات بشأن التفسيرات المتعلّقةِ بأسباب هذه الظاهرة الطبيعية، وما إذا كانت المنطقةُ ستظلُّ تشهدها في الأيام المقبلة.
وتقول مديرة “المركز الوطني للجيوفيزياء” في لبنان، مارلين البراكس، إنَّ الهزّةَ الرئيسية التي شعر به سكانُ سوريا ولبنان والأردن وجنوب تركيا في 12 من آب الحالي كانت نتيجةَ تراكم الطاقة ضمن الفوالقِ الثانوية المرتبطةِ بفالق البحر الميت، موضّحةً أنَّ المركز الذي تحصل فيه الهزّاتُ ليس بعيداً عن منطقة الفالق الطويل، والذي يسمّى بـ”فالق البحر الميت” أو “فالق المشرق”، ويأخذ الجزءُ الخاصُ به في سوريا اسم “فالق مصياف”.
وتؤكّد البراكس على أنَّ الهزّات الحالية غيرُ مرتبطةٍ بزلزال تركيا الأخير، مبيّنةً أنَّ زلزالَ تركيا كان على غير فالق، وأنَّه تحرّك على الصدع الأناضولي الشرقي، أما الهزّات الحالية فترتبط بفالق المشرق، الذي يبدأ من الأراضي الفلسطينية وينتهي في جنوب تركيا.
ولفتت إلى أنَّه من الطبيعي أنْ تكونَ هناك هزّاتٌ لاحقة، مضيفةً، “كلّما كانت قوتُها أكبرَ سيتوسع قطرها ليشعرَ بها سكان لبنان والأردن وجنوب تركيا”، وِفق موقع “الحرة”.
كما أوضحت البراكس أنَّ “فالقَ البحر الميت يتحرّك دائماً وبهزّات صغيرة لا نشعر بها”، وأنَّ الحركة فيه موجودةٌ بشكلٍ مستمرٍّ”، وأنه عندما يحصل كسرٌ كبير يشعر السكان في سوريا ومحيط البلاد بالهزّات، وهو ما حصل منذ بداية الأسبوع الحالي، وِفق البراكس.
من جانبه، يعتقد الباحثُ في الجيولوجيا وعلمِ الزلازل الدكتور طوني نمر أنَّ الهزّات التي حصلت ظهر الجمعة مرتبطةٌ بما شهدناه بداية الأسبوع، عندما حصلت الهزة الكبيرة وبقوة 5.2، مشيراً إلى أنَّ منطقةَ المركز “لا يوجد فيها فوالق على الخرائط”، لكنّه لا يستبعد أنْ تكونَ موجودةً وغيرَ واضحة، بسبب الطبيعة الزراعية للمنطقة.