واصلت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، استهداف المناطق المدنية بريف إدلب، عبر استخدام الطائرات المسيرة، وسجل العديد من الهجمات على منازل وسيارات مدنية، آخرها استهداف سيارة لنقل الخبز في بلدة النيرب شرقي إدلب.
وقالت مؤسسة الدفاع المدني السوري، إن هجمات بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام واستهدفت صباح اليوم الأحد 21 تموز، استهدفت عدة آليات مدنية في بلدة النيرب شرقي إدلب، وعلى أطرافها، من بينها سيارة لنقل الخبز، وآلة حفر آبار.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، إنها سجلت 41 هجوماً بالمسيرات الانتحارية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي (من 1 كانون الثاني حتى 30 نيسان)، استهدفت بيئات مدنية وأوقعت ضحايا مدنيين.
وتحدثت المؤسسة في تقرير لها عن تصعيد خطير بالهجمات بالمسيرات الانتحارية على المدنيين في شمال غربي سوريا، لتبلغ أكبر عددٍ لها في يومٍ واحد على بيئات مدنية، مخلّفةً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وشهدت مناطق ريف إدلب الجنوبي هجوماً عنيفاً بـ 11 طائرة مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام، واستهدفت مرافق عامة وممتلكات المدنيين موقعةً أضراراً كبيرةً دون وقوع إصابات بين المدنيين.
وتوزعت الهجمات على 3 قرى في ريف إدلب الجنوبي، كانت في معرزاف التي استهدفت فيها 7 طائرات مسيرة محيط مدرسة التعليم الأساسي في القرية وسيارتان بالقرب من المدرسة وسيارات أخرى في أماكن متفرقة في القرية، فيما لم تصل طائرتان أخريان لأهدافهما، وشهدت قرية منطف هجومان مماثلان على سيارات المدنيين دون وقوع إصابات، وكانت الهجمات في قرية الرويحة على أطراف القرية دون إلحاق أضرار في ممتلكات المدنيين.
وتعد هجمات اليوم بالمسيرات الانتحارية هي الأوسع منذ بداية العام الحالي على بيئات مدنية، حيث استجابت فرقنا لـ 41 هجوماً خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي (من 1 كانون الثاني حتى 30 نيسان)، بمسيرات انتحارية استهدفت بيئات مدنية
وكانت هذه الهجمات موزّعة على الأشهر الماضية حيث كانت عشر هجمات في شهر شباط، وارتفع العدد إلى 17 هجوماً في آذار و 13 هجمةً أخرى في نيسان. وقد لوحظ في العديد من الهجمات استخدام مسيرات متعددة في هجوم واحد، مع ما يصل إلى ست مسيرات انتحارية في هجوم واحد، ليكون اليوم هو أعلى عدد هجمات في يوم واحد.
وأدت هذه الهجمات لمقتل 3 مدنيين وإصابة 18 آخرين، من بينهم امرأة وأربعة أطفال، عدا عن الأضرار الكبيرة التي تلحقها بممتلكات المدنيين والخسائر التي تلحق بهم جراء صعوبة وصولهم إلى حقولهم لجني المحاصيل بسبب خطورة الهجمات بالطائرات المسيرة.
وتنطلق هذه الهجمات من مناطق سيطرة قوات النظام السوري، وتتركز في المناطق القريبة من الخطوط الأمامية في أرياف حماة وإدلب وحلب، وترتفع وتيرة هذه الهجمات وتصل لمسافات أكبر بشكل متزايد، و وثقت فرقنا وصول هذه الهجمات في إحدى الحالات إلى مسافة 9 كيلومترات من الخطوط الأمامية.
ودائماً ما تكون القرى القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام في خطر مستمر وتتقيد فيها حركة المدنيين بسبب رصد قوات النظام لهذه المناطق وتكرار الاستهدافات التي يكون مصدرها مناطق سيطرة قوات النظام سواءً بالصواريخ الموجهة أو بالطائرات الانتحارية والقذائف الموجهة بالليزر(الكراسنبول الذي أثبت فعالية كبيرة في دقة الأهداف).
ويواجه المدنيون في شمال غربي سوريا تهديداً خطيراً مع استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، التي تطلقها قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية، وإن هذا التصعيد الخطير في التكتيكات يهدد حياة السكان الأبرياء، ويدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه المسيرات الانتحارية وتعمد استهداف المدنيين وما سببته من توتر وخوف على الحياة اليومية في شمال غرب سوريا، بسبب التهديد الذي يتربص بهم ويثير الرعب في قلوب المدنيين.