جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نيته دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لزيارة تركيا في أي لحظة.
وصرح أردوغان خلال مؤتمر صحفي أجراه على متن طائرة تقله إلى بلاده، اليوم، الأحد 7 من تموز، عائدًا من ألمانيا، أنه سيوجه دعوة للأسد في أي وقت ممكن، موضحًا أنه يريد عبر هذه الدعوة إعادة العلاقات بين تركيا والنظام السوري إلى نفس النقطة التي كانت عليها في الماضي.
وقال أردوغان، “لقد وصلنا الآن إلى نقطة مفادها أنه بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، فسوف نظهر هذا النهج تجاهه”.
وأضاف لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نهج للاجتماع مع الأسد في تركيا، كما لدى رئيس الوزراء العراقي نهج أيضًا في هذا السياق، معلقًا “نحن نتحدث عن الوساطة، لماذا لا نتحدث مع جارتنا؟”، وفق تعبيره.
ولم تحدد بغداد للآن موعد المباحثات التي ستجمع النظام السوري مع تركيا، ورغم حديث إعلامي عن موعد وشيك، لعقد الاجتماع، رفض مسؤول في مكتب رئيس الحكومة العراقية، تحديد موعد نهائي، وقال، “نقوم بما يلزم، وبقية التفاصيل تلزم نقاشات مستفيضة مع الأطراف المعنية”، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
بعد دعوة مشتركة
قبل يومين، قال الرئيس التركي، إنه قد يوجه دعوة لرئيس النظام، بشار الأسد، لزيارة تركيا، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتبرًا أن ذلك قد يكون بداية لعملية جديدة.
وصرح أردوغان حينها، أنه من الضروري لسوريا التي تدمرت بنيتها التحتية وتشتت شعبها أن تقف على قدميها من جديد وتنهي حالة عدم الاستقرار.
وتابع، “سنقف إلى جانب سوريا مزدهرة موحدة كاملة (..) طالما أن سوريا تبادر بهذا الحضن الكبير وتتعافى في كل مجال”، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية.
النظام يتجاهل الغزل
بالمقابل، لم يعلق الأسد على خطاب أردوغان حول نيته الاجتماع مع الأسد ورغبته بعودة العلاقات إلى ما كانت عليه رغم تكراره لأكثر من مرة خلال الأيام العشرة الماضية.
كما لم يصدر عن الخارجية السورية أي تعليق حول الاجتماعات المقبلة في إطار مسار التقارب التركي.
وفي 3 من تموز الحالي، نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، عن مصادر لم تسمها وصفتها بـ”متابعة من دمشق”، أن هناك اتصالات مستمرة بين موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني للانسحاب من كامل الأراضي السورية التي “يحتلها” الجيش التركي، ومن لف لفيفه، وفق أجندة محددة زمنيًا.
واعتبرت المصادر ذلك قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث المتبقي في الملفات.
اتخذت تركيا موقفًا رافضًا لتعاطي النظام السوري الأمني مع الثورة الشعبية عام 2011، ودعمت قوى المعارضة السورية، وصار لديها نفوذ واسع وقواعد عسكرية في شمال غربي سوريا، إثر عمليات عسكرية بجانب المعارضة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديمقراطية”.
إلا أن مسار التقارب التركي السوري بدأ مع أول تصريحات لوزير الخارجية التركي السابق، مولود جاويش أوغلو، عن لقائه بوزير الخارجية السوري، فيصل المقداد في بلغراد نهاية عام 2021.
ومر المسار بحالة من التخبط والشروط المتبادلة، آخرها تراجع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عن شرط الانسحاب التركي من الشمال السوري للتفاوض مع أنقرة.