يستمر انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات عن مناطق عدّة في شمال غربي سوريا، وذلك لليوم الرابع على التوالي، ما يزيد من الآثار السلبية والأضرار على الحياة اليومية للسكّان في المنطقة.
وقال ناشطون إنّ الإنترنت -المُخدّم من قبل شركات تركيّة- ما يزال مقطوعاً وبشكل كامل عن معظم المدن والبلدات في ريفي حلب الشمالي والشرقي، خاصّة في اعزاز ومارع والباب وجرابلس والراعي.
وأشاروا إلى أنّ بعض الشبكات المحلية وشبكات الاتصال الخلوية التركيّة، بدأت تعمل في بعض المناطق، بينها مدينة عفرين، الحدودية مع تركيا، شمال غربي حلب.
ولم يُعرف إلى الآن، السبب الحقيقي لقطع شبكات الإنترنت، حيث يقدّم مزودو الخدمة تبريرات تختلف من شركة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، في حين يقول السكّان إن ذلك جزء من “عقاب جماعي” بسبب الاحتجاجات الأخيرة، التي شهدتها المنطقة.
وأفادت مصادر محليّة، بأنّه منذ الاحتجاجات التي شهدها الشمال السوري، يوم السبت الفائت، بدأت خدمة الإنترنت بالضعف أو الانقطاع، تزامناً مع تقييد الوصول إلى بعض شبكات التواصل الاجتماعي.
بالنسبة لـ مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، فقد بقيت خدمة الإنترنت والاتصالات مستقرة، من دون انقطاعات تُذكر، حيث لم تشهد المنطقة اضطرابات، على غرار ما حدث في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري بريفي حلب الشمالي والشرقي.
أضرار إنسانية واقتصادية
بحسب كثير من السكّان، اعتبروا أنّ قطع الإنترنت يشكل ضربة قاسية لحياتهم اليومية، خاصة في ظل انعدام البدائل الفعالة.
وأشاروا إلى تضرّرهم بتعطّل العديد من الأنشطة الأساسية، بما في ذلك التواصل مع الأهالي والأقارب في مناطق الداخل السوري ودول الجوار واللجوء، فضلاً عن توقّف أعمالهم، المرتبطة الإنترنت ويمارسونها عن بُعد.
وأكّد السكّان أنّ انقطاع الإنترنت يؤثر بشكل كبير على الطلاب، إذ يحرمهم من القدرة على المتابعة، خاصة أنّ هذه الفترة تشهد امتحانات طلاب الجامعات.
كذلك يشكّل انقطاع الإنترنت والاتصالات تحدّياً أمام المؤسسات الصحية والإغاثية العاملة في المنطقة، إذ يعرقل قدرتها على التواصل مع المرضى ومتابعة الحالات الطارئة، إضافةً إلى صعوبة التنسيق بين هذه المؤسسات.
وأعرب السكّان عن شعورهم بالإحباط والغضب تجاه هذا الإجراء الذي وصفوه بأنّه “عقاب جماعي”، داعين السلطات المعنية -مجالس محليّة وسلطات تركيّة- إلى إعادة تفعيل الإنترنت والاتصالات، لتخفيف معاناتهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
كذلك أشار ناشطون إلى أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في التواصل والاتصال ونقل ما يجري من أحداث في الشمال السوري، مؤكّدين أنهم باتوا في “عزلة عن العالم الخارجي”، في حين أشار آخرون إلى تعطّل أعمال الشركات والمعامل وحتّى المنظمات، نتيجة اعتمادها على الإنترنت من المخدّمات التركيّة.
يشار إلى أنّ الشمال السوري يشهد، منذ أيام، حالة من الترقّب والهدوء الحذر، بعد يوم غاضب واحتجاجات كبيرة شهدتها المنطقة، رفضاً للتعدي على اللاجئين السوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، حيث تخلّل تلك الاحتجاجات صدام مسلّح مع القوات التركية، وقطع للطرقات.