هدنة مؤقتة بعد اشتباكات السويداء.. وفعاليات ثورية تؤكد عدم التزام النظام بالهدنة

قالت مواقع إعلام محلية في السويداء، إن هدوء حذر ساد في مدينة السويداء، بعد ليلة من التوتر شهدت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية من جهة، وقوى الأمن والجيش من جهة أخرى، أدت لإصابات من الجانبين، فضلاً عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.

وأوضح موقع “السويداء 24″، أن وسطاء من أهالي المحافظة، طلبوا هدنة مؤقتة من الفصائل المحلية، لاستئناف المفاوضات مع الأجهزة الأمنية، وسط وعود من الوسطاء بالسعي لاتفاق يضمن انسحاب الحاجز الأمني الجديد من جانب دوار العنقود، وهو المطلب الذي تصرّ عليه الفصائل.

من جهته، قالت فعاليات ثورية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، إن النظام السوري بسلطته الأمنية يحاول عبر أدواته الاجتماعية والإعلامية والعسكرية ربط وجود الحاجز الأمني بمدخل المدينة بالحالة الأمنية المتردية التي تشهدها المحافظة، بعد يوم من الاشتباكات التي اندلعت بين عناصر من جيش النظام وفصائل محلية.

وقال البيان الصادر عن الفعاليات والذي تداوله عدد من الناشطين عبر مجموعاتهم وتوافقوا عليه، إن الوضع الأمني في السويداء متردٍ منذ ما يزيد عن 10 أعوام من خطف وقتل وانتشار للمواد المخدرة بين الشباب وطلاب المدارس، متناسين أن هذا الوضع تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى الأجهزة الأمنية، بحسب شبكة الراصد المحلية.

وأكّد البيان على أنه “إن كان الهدف من الحاجز هو محاربة انتشار المواد المخدرة، فإن طريق التهريب المعتمد لا يمر من المدخل الرئيسي للمدينة بل إن القاصي والداني يعلم بأنها تمر عبر (نقاط أمنية) بالريف الشمالي وصولاً إلى جنوبي السويداء بإشراف أشخاص يحملون البطاقات الأمنية وتتفاخر بانتمائها لهم”.

وأشار أنه “إذا كان الهدف وضع حد لعصابات الخطف، فالعصابات تعمل بإشراف الأجهزة الأمنية ولا يمكن الاقتراب منها، بدليل وجود مئات الادعاءات الجنائية بحقهم دون تحرك للأجهزة المعنية لتحقيق العدالة”.

وشدد البيان على أن “محاولة زج الجيش في معارك ذات طابع غير وطني ووضعه أمام الأهالي ما هي إلا محاولة مكرورة لطالما استخدمتها السلطة في عموم سوريا للحفاظ على بقائها، ولم ينتج عنه سوى دمار للدولة وضعف الجيش، وهذه نتيجة طبيعية كون المكان الطبيعي للجيش هو ثكناته والمواقع الحدودية، وإن احتماء الأجهزة الأمنية بالجيش وإظهار الحاجز كنقطة عسكرية لتبرير وجوده ما هو إلا كذبة كبيرة يحاول البعض تسويقها لأهالي السويداء”.

وأكّد الناشطون الموقعون على البيان أنه “بعد تفنيد كل الحجج بأن هدف الحاجز التضييق على أهالي السويداء ومصالحهم وإنه سيكون بمنزلة باب جديد لارتزاق الأجهزة الأمنية والمحسوبين عليها، وسيكون أداة دعم للعصابات الأمنية في وجه التيارات التي تحاربها”.

ولفت البيان كذلك إلى محاولات “النظام” إعطاء ضمانات من قبيل أن هذا الحاجز ليس هدفه اعتقال المواطنين، هو أمر غير مقبول لأننا لطالما جربنا هذا النظام واكتشفنا أنه لايحفظ مواثيق ولا عهودا، فلماذا علينا أن نصدقه هذه المرة؟ وإننا إذ نؤكد أننا ننشد دولة القانون، نقول للسلطة بأن من يريد ضبط البلاد وحمايتها يبدأ بتطبيق القانون بشكل متساوٍ على الأفراد، وتفعيل السلطة القضائية الحرة النزيهة بدلاً من السلطة الأمنية التي تقوض القانون وتمنع تطبيقه”.


 
وتحدث مصدر مطلع على المفاوضات، عن مطالبات بضمانة الجانب الروسي لانسحاب الحاجز الأمني، وعدم إنشاء أي حاجز جديد للسلطات الأمنية السورية داخل المحافظة، لانعدام الثقة بدور هذه الحواجز.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*