بسبب عزلها لخطباء المساجد المعارضين.. دعوات لوقفة احتجاجية ضد سياسة “أوقاف الإنقاذ” 

دعا ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تنظيم وقفة احتجاجية اليوم الاثنين أمام المسجد الكبير في تفتناز بريف إدلب، ضد سياسة وزارة الأوقاف في “حكومة الإنقاذ السورية” المظلة المدنية لـ”هيئة تحرير الشام”، وذلك بعد تكرار عزل الخطباء من إمامة المساجد بشكل تعسفي وأسباب غير معلنة.

وتداولت صفحات محلية وثيقة صادرة عن وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لدى الإنقاذ تنص على تكليف الشيخ “مصطفى محمد مصطفى”، خطيباً للمسجد الكبير في تفتناز، بعد عزل الشيخ “محمد الجعفر”، وسط مؤشرات على أنه سبب العزل هو رفض مهاجمة الحراك الشعبي ضد “الجولاني” أو رفض حضور اجتماعات هدفها حشد الدعم للهيئة.

وتشير دعوات النشطاء إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المسجد الكبير بتفتناز، بعد القرار الذي حمل توقيع مدير أوقاف المنطقة الوسطى “شريف العبدو”، ومسؤول مكتب شؤون المساجد، بتاريخ 8 حزيران/ يونيو الحالي، وتكرر ذلك الأمر مع عدد من الخطباء في مساجد في مناطق محافظة إدلب وغرب حلب.

وأثار قرار عزل الشيخ “جعفر” جدلا واسعا سيما وأنه أحد أقدم الخطباء في تفتناز وهو خطيب المسجد الكبير منذ 25 عاما، وأشاد كثير من المشايخ والخطباء بعلمه وعمله طيلة السنوات الماضية، وسط تصاعد الدعوات للتظاهر ضد سياسة وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لدى “الإنقاذ” التي تقوم على الاقصاء وتعيين من يدين لها بالولاء المطلق.

وقال الشيخ “أحمد عبد الرحمن”، المعروف بـ”أبو مسلم العنداني” في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، إن تلق قراراً بعزله من الخطابة والإمامة بشكل كلي، دون بيان سبب لذلك، بعد عمله حوالي 7 سنوات في الإمامة والخطابة بعدد من مساجد إدلب.

ونشر وثيقة صادرة بتاريخ 6 حزيران/ يونيو الحالي، وتحمل توقيع مدير أوقاف إدلب، وتنص على إنهاء تكليف الشيخ “أحمد عبد الرحمن”، بصفة إمام وخطيب في مسجد الفرقان/ بلال، وذكر أنه سبق أن خطب في مساجد عدة منها وأبي ذر والتوحيد والكبير وسعد والشيخ برغل والأبرار والروضة، وغيرها.

ونفى الخطيب المعزول في كلمة صوتية نشرها عبر قناته على التلجرام، وجود أي مناقشة مع شخصيات من وزارة الأوقاف قبل هذا القرار التعسفي، وأكد أنه لم يقحم المسجد في مواقفه الشخصية، لكنه كان يقدم النصائح فحسب من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر أن الخطبة الأخيرة له كانت بعنوان “مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل”.

وفي آيار/ مايو الماضي، كشفت مصادر مطلعة عن قيام مديرية “الأوقاف والدعوة والإرشاد”، في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، بفصل الخطيب الشيخ “منير سيف”، نتيجة دعمه للحراك الشعبي المتواصل ضد “أبو محمد الجولاني”، متزعم “تحرير الشام”، في وقت تعمل الأخيرة على توزيع مبالغ من الأموال المجموعة من الزكاة على خطباء يتبعون لها.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، كلمة مصورة للشيخ المفصول تعسفياً، “سيف” انتقد فيها ممارسات “هيئة تحرير الشام”، خلال مظاهرة شعبية احتجاجية في سوق مدينة أريحا، دعا فيها لرفع الظلم وإزالة المعابر الداخلية وكشف اللثام عن جهاز الأمن العام، وشدد على تنحي “الجولاني” ومواصلة الانتفاضة السلمية ضده.

ولم تنشر مديرية “أوقاف مدينة أريحا والدعوة والإرشاد”، أي قرار معلن بهذا الشأن عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، إلّا أن ذلك لا ينفي صدور القرار -حسب مصادر محلية مطلعة- حيث أكدت أنه تم تبليغ الخطيب بذلك شخصياً، وتداول ناشطون مقطعا صوتيا يُنسب إلى أحد مسؤولي الأوقاف بأريحا الشيخ “جهاد العاصي”.

وجاء في الصوتية المتداولة التي تخاطب أحد المشايخ بقوله، أنه سيتم قريباً رفع ملف يتضمن أسماء الأئمة والخطباء لـ”الهيئة العامة للزكاة”، بهدف تخصيص الهيئة مبالغ مالية لهم، داعياً الخطيب إلى مراجعة مبنى مديرية الأوقاف لتثبيت بياناته الشخصية لدى المسؤول المالي، لتفادي أي نقص، على حد قوله، علما بأنه الأموال تؤخذ على اسم الفقراء وليس كوادر الهيئة.

وأشار الشيخ “العاصي” إلى أنّ نظيره الشيخ “أبو البراء حبيش”، وهو أحد مسؤولي مديرية الأوقاف في أريحا جنوبي إدلب، حدد موعد وقفة للخطباء لدعم “هيئة تحرير الشام” أو ما يسمى بلسان إعلام السلطة والمطلبين لها بـ”الإصلاحات والاستقرار والأمن”، ضمن رسالة مسربة من غرفة خاصة بالخطباء جنوبي إدلب، على تطبيق الدردشة الفورية “واتس آب”.

وشدد “حبيش”، على عدم تغيب أحد من المشايخ والخطباء عن الوقفة التي قال إنها “دقائق معدودة لتسجيل موقف يشفع لهم عند الله”، وربط المسؤول بين الوقفة مع تثبيت البيانات بخصوص منحة الزكاة في مبنى مديرية الأوقاف والدعوة والإرشاد في مدينة أريحا.

هذا واستنكر ناشطون استخدام رجال الدين وطلبة العلم للدفاع المستميت عن سلطات الأمر الواقع وانتهاكاتها ليضافوا إلى شرائح عديدة تحاول الهيئة استقطابها بالترغيب أو الترهيب، لا سيما على المستوى الشعبي، كما أن آلية التوجيه والدعوة إلى الوقفات والمسيرات الموالية للجولاني يتشابه مع عقلية “حزب البعث”، حيث يعاقب ويقصي المعارض ويكافئ ويرقي المؤيد، وكل ذلك من أموال الزكاة المسلوبة التي توزع كرشاوى لشراء الذمم على حساب الفقراء.

ويمثل سعي الهيئة لحشد الدعم الشعبي ما حصل اليوم في إدلب من مسيرة مؤيدة للجولاني بمشاركة أفراد من العشائر، ما يناقض مزاعم الجولاني بأنه حريص على عدم تعطيل المحرر، فكيف يمكن أن تعطل المظاهرات ولا تفعل الأرتال والمسرات ذلك؟ في تساؤلات يطرحها ناشطون، فكيف يفسرها إعلام “الجولاني”؟.

وتجدر الإشارة إلى أن وكالة “أنباء الشام” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ السورية”، عملت خلال الأسابيع الماضية على تكثيف نشر مداخلات تقول إنها ضمن استطلاع رأي للأهالي وجميع الآراء تدعم الحكومة والهيئة، فيما غاب الإعلام الرسمي والرديف على تغطية الحراك المناهض للهيئة بشكل تام وعمل على شيطنة الحراك إعلاميا، وترويج مبادرات بحجة دعم الإصلاح والصلح العام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*