اعترفت القوات الأمريكية أنها قتلت مدنيًا بدلًا من قيادي في تنظيم “القاعدة”، بعد عام من استهدافه في بلدة قورقانيا شمالي إدلب، معتبرة أن ما حصل كان خطأ.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، الخميس 2 من أيار، إن القوات الأمريكية أخطأت في تحديد الهدف المقصود، وإن المدني لطفي حسن مسطو، أصيب وقُتل بدلًا من ذلك.
وذكرت أن التحقيق الذي فتحته إثر الحادثة يتضمن معلومات سرية لا يمكن مشاركتها علنًا، لكن التحقيق خلص إلى أن الضربة تمت وفقًا لقانون النزاعات المسلحة بالإضافة إلى سياسات وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية.
وأضافت أن التحقيق كشف عن العديد من القضايا التي يمكن تحسينها، وأن واشنطن ملتزمة بالتعلم من هذه الحادثة، وتحسين عمليات الاستهداف لديها للتخفيف من الأضرار المحتملة على المدنيين.
وأشارت إلى أن “فريق التحقيق تلقى تدريباً على التحيز الإدراكي، وتدريباً للفريق الأحمر، وقام بزيارات مواقع في الولايات المتحدة والعراق والأردن، وأجرى مقابلات مع أكثر من 40 شاهداً، وسعى للحصول على معلومات من المنظمات غير الحكومية، ومراجعة المعلومات السرية وغير السرية التي تحتفظ بها وزارة الدفاع ووكالات الحكومة الفيدرالية الأخرى”.
وذكرت “سنتكوم” أنها “تقر وتأسف عن الأذى المدني الناتج عن الضربة الجوية”، مؤكدة أنها “تأخذ جميع التقارير عن الأذى المدني الناتج عن العمليات العسكرية الأميركية بجدية، وتواصل توظيف عمليات استهداف وضرب شاملة ومدروسة للحد من الأذى المدني”.
كيف قُتل مسطو؟
وسبق أن جمعت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تفاصيل حول ما حدث قبل وبعد الهجوم الأميركي، من خلال مقابلات مع عائلة لطفي حسن مستو وجيرانه، وصور قدمها الدفاع المدني السوري.
ووصف جيران مستو بأنه “شخص هادئ مسالم، يتمثل روتينه اليومي بشرب الشاي مع العائلة والأصدقاء، ورعاية منزله، ويترك منزله للصلاة في المسجد، رغم أنه مسلم تقليدي وحتى لا يملك هاتفاً”.
وقال ابنه حسن إن “صباح 3 أيار كان عادياً، اجتمع الوالد مع العائلة في الساعة 7.30 صباحاً، تناولنا الإفطار، وكان كل شيء على ما يرام، وكأنه لم يكن هناك أي شيء خطأ، وبعد ذلك ذهب لرعي أغنامه”.
بعد بعض ساعات، أخذ مستو استراحة خارج منزله لتناول الشاي مع شقيقه، ثم افترقا بحدود الساعة 11.30 صباحاً، وعاد إلى أغنامه وهي ترعى في حقل قريب، وبعد 20 دقيقة، أصابته طائرة مسيرة بصاروخ “هيلفاير” بالقرب من المكان الذي تناول فيه الشاي مع شقيقه.