شارك آلاف السوريين يوم أمس الإثنين، بمراسم تشييع ودفن رائد الفضاء اللواء محمد فارس، في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، بعد أيام من وفاته في أحد مشافي ولاية غازي عنتاب التركية.
وأفاد ناشطون، بأن مراسيم التشييع تمت بحضور شخصيات عسكرية وسياسية من المعارضة السورية، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات المحلية والفعاليات المدنية.
وجرى تشييع جثمان “فارس” والصلاة عليه، ثم دفنه في مقبرة “الشهداء” في مدينة اعزاز، وسط تشديد أمني من قبل الجيش الوطني السوري والشرطة العسكرية.
وأقيمت صلاة الغائب على روح فقيد ثورتنا اللواء محمد فارس في مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول، وأمّ المصلين المفتي العام للجمهورية العربية السورية رئيس المجلس الإسلامي السوري الشيخ أسامة الرفاعي.
مَن هو رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس؟
اللواء محمد أحمد فارس من مواليد حلب عام 1951، خرّيج الأكاديمية العسكرية ومدرّس فيها، وضابط سابق في سلاح الجو ومستشارٌ عسكري سابق في سوريا، وهو أول طيّار سوري والثاني على مستوى الوطن العربي يصعد إلى الفضاء، بعد رائد الفضاء السعودي “سلطان بن سلمان”.
وأطلقت صحيفة “غارديان” البريطانية على “فارس” لقب “آرمسترونغ العرب”، وقد حلّق إلى الفضاء كـ رائد فضاء باحث على متن مركبة الفضاء “Soyuz TM-3” في 22 من تموز عام 1987، كـ جزء مِن الزيارة الأولى لـ طاقمها إلى محطة الفضاء الروسية المدارية “مير”.
وعاد “فارس” إلى الأرض على متن المركبة “Soyuz TM-2” في 30 من تموز 1987، وكان مجمل المدة التي قضاها في الفضاء سبعة أيام و23 ساعة وخمس دقائق، ثم عاد إلى القوات الجوية السورية واستقر في مدينة حلب، ومنحه الاتحاد السوفييتي لقب بطل عن إنجازاته كـ رائد فضاء، كما نال “وسام لينين”، وهو أرفع وسام مدني يمنحه الاتحاد السوفييتي.
ويعد اللواء محمد فارس بطلاً قومياً في سوريا وحصل على العديد من الأوسمة والتكريمات، وعقب عودتهِ مِن الفضاء طلب مِن رئيس النظام السابق “حافظ الأسد” تأسيس معهدٍ قوميٍ لـ علوم الفضاء بهدف مساعدة غيره مِن السوريين في الانخراط في أبحاث الفضاء، ولكن “الأسد” رفض ذلك، وقيّد “النظام” حركته لاحقاً بما يشبه الإقامة الجبرية.
بعد انخراطه في الثورة السورية وخروجهِ مِن سوريا إلى تركيا، شارك “فارس” في العديد مِن الفعاليات والتظاهرات المناصرة للثورة، كما كانت له مشاركات في مؤتمرات ولقاءات ودروس في جامعات تركية، وشارك في افتتاح المعرض العلمي للأطفال في ولاية غازي عنتاب، عام 2019، بحضور فاطمة شاهين رئيس بلدية الولاية.