توفي رائد الفضاء السوري اللواء “محمد فارس”، اليوم الجمعة 19 نيسان 2024، بعد صراع مع المرض في مدينة غازي عنتاب التركية، بعد سنوات قضاها لاجئاً في تركيا، معارضاً للنظام، قضى آخر سنواته داعماً للحراك الشعبي السوري، ولعب دوراً بارزاً في العديد من الفعاليات والمواقف والمؤسسات المعارضة.
واللواء محمد فارس، رائد الفضاء السوري الوحيد الذي غادر إلى محطة الفضاء الدولية عام 1987، بالتعاون مع الاتحاد السوفييتي، وبعد بدء الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، كانت له مواقف معارضة ومنددة بوحشية النظام وغادر البلاد، ليستقر في تركيا، وحصل على جنسيتها تكريماً له.
ولد في مدينة حلب في 26 أيار/ 1951، ويعد أول سوري صعد للفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة الفضاء سويوز للمحطة الفضائية مير في تاريخ 22 تموز عام 1987 مع اثنين من رواد الفضاء الروس ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سوريا والاتحاد السوفيتي.
ويلقب اللواء “محمد فارس” بـ”آرمسترونغ العرب”، إذ كان أول سوري وثاني عربي يصعد إلى الفضاء، بعد رائد الفضاء السعودي سلطان بن سلمان، وكانت وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بلقب (أرمسترونج العرب).
ولرائد الفضاء السوري، مشاركات فاعلة في الفعاليات والتظاهرات المناصرة للثورة السورية في تركيا، كما كان له مشاركات في عدة مؤتمرات ولقاءات ودروس في جامعات تركية، وشارك في افتتاح المعرض العلمي للأطفال في مدينة غازي عينتاب بتركيا 2019، في حديقة “المعرفة” التي يقع بداخلها متحف علوم الفضاء, بحضور فاطمة شاهين رئيس بلدية غازي عينتاب.
حلق فارس إلى الفضاء كرائد فضاء باحث على متن مركبة الفضاء سويوز Soyuz TM-3 في 22 تموز/ يوليو عام 1987، كجزء من زيارة طاقمها الأولى إلى محطة الفضاء الروسية المدارية مير.
وقد ضم الطاقم إلى جانب محمد فارس، اثنين من رواد الفضاء السوفييت هما أليكساندر فيكتورينكو وأليكسندر أليكسدروف، وأجرى فارس أثناء البعثة العديد من التجارب البحثية إلى جانب رواد الفضاء السوفييت وذلك في مجال الطب ومعالجة المواد.
وعاد إلى الأرض على متن المركبة Soyuz TM-2 في 30 تموز/ يوليو عام 1987، وكان مجمل المدة التي قضاها في الفضاء سبعة أيام و 23 ساعة وخمس دقائق، ثم عاد فارس إلى القوات الجوية السورية واستقر في مدينة حلب، ومنحه الاتحاد السوفيتي لقب بطل عن إنجازاته كرائد فضاء، كما نال وسام لينين، وهو أرفع وسام مدني يمنحه الاتحاد السوفيتي.
في سوريا، يعد محمد فارس بطلاً قوميًا وهناك العديد من المدارس والشوارع والمطارات التي تسمى باسمه، كما حصل على العديد من الأوسمة والتكريمات في سوريا، وإثر عودته إلى سوريا، طلب محمد فارس من رئيس الجمهورية حينها، حافظ الأسد، تأسيس معهدٍ قوميٍ لعلوم الفضاء، لمساعدة غيره من السوريين في الانخراط في أبحاث الفضاء، ولكن الإجابة كانت رفضًا قاطعًا.