قالت غرفة عمليات “الفتح المبين”، العاملة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إنّ قوات النظام السوري، كثّفت خلال الآونة الأخيرة استخدام سلاح الطائرات الانتحارية FPV بقصف القرى المأهولة وآليات الأهالي القريبة من خطوط التماس على امتداد المحاور العسكرية.
وجاء في بيان لغرفة العمليات، أنّ هذه الطائرات تحصل على بنك أهدافها من قبل طائرة استطلاع تكون موجودة قبل وأثناء وبعد تنفيذ الطائرة الانتحارية لمهامها.
ولا تحتوي هذه الطائرات على نظام GPS، ولذلك فهي تعتمد على التوجيه المباشر عبر الكاميرا المثبتة فيها، كما تطير هذه الطائرات مع الحمولة على ارتفاعات منخفضة جداً بسبب خفة وزنها وعدم قدرتها على مقاومة الرياح (35 متراً هو الحد الأقصى لارتفاعها مع الحمولة).
وتستطيع هذه الطائرة البقاء في الأجواء لمدة تتراوح بين 9 – 15 دقيقة فقط بحسب الحمولة التي تحملها، ولكي تعمل هذه الطائرة بكفاءة عالية فإنها تحتاج إلى وجود خط نظر بين المشغل والطائرة وأن لا يكون بينهما ما يحجبها عنه.
6 توصيات للوقاية من الطائرات الملغمة
وأوردت غرفة العمليات 6 توصيات للسكان، للوقاية من خطر هذه الطائرات، وهي:
1- استخدام الطرق بين الوديان أو التي يكون بينها وبين مواقع العصابات حاجب طبيعي، يمكنه حجب إشارة الطائرات.
2- الانتباه الدائم للأجواء، فيمكن ملاحظتها بشكل فوري بسبب صوتها العالي.
3- عند ملاحظة وجود طائرة انتحارية في الأجواء، يجب الابتعاد عن الآليات والاحتماء لمدة 20 دقيقة كحد أقصى، وهي مدة كافية لانتهاء بطارية الطائرة.
4- الاشتراك في كروبات الإنذار المبكر (المراصد) والتي تنبه من وجود الطائرات في الأجواء.
5- عند وقوع أي استهداف من مسيرة يجب الانتباه للأجواء فوراً، فهذه الطائرات تعتمد مبدأ السرب في العمل، لذلك يجب تأخير الإخلاء إن كانت الأضرار مادية، والانتباه إلى إخلاء الخسائر البشرية.
6- التحرك ليلاً في حالات التنقل ضمن المناطق القريبة كثيراً من محاور الرباط.
وبالتزامن مع تصاعد وتيرة هجمات قوات النظام والميليشيات الإيرانية على منطقة شمال غربي سوريا عبر استخدام مسيّرات “FPV” الملغّمة، حذّرت مراصد عسكرية من مرحلة جديدة لاستخدام هذا النوع من الطائرات المسيّرة، وأنّها قد لا تقتصر على خطوط التماس، بل تشمل مناطق مدنيّة في العمق.
ويمثّل استخدام قوات النظام للمسيّرات الملغّمة تهديداً خطيراً للسكّان في شمال غربي سوريا، إذ أفاد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بأنّ هذا التصعيد الخطير في التكتيكات، يهدّد حياة الأبرياء، ويدمّر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهذه الهجمات وتعمّد استهداف المدنيين.
ونشط استخدام هذه المسيّرات الملغّمة في الحرب الروسية الأوكرانية، خلال السنوات الأخيرة، لكن عندما يتعلّق الأمر باستخدامها من قبل قوات النظام السوري، فإنّ مصادر عسكرية تشير إلى اختلاف التقنيات بالتأكيد، إذ يعتمد النظام على التصنيع المحلي عبر تجميع القطع بأقل التكاليف، ولكنّها في المحصّلة تحقّق جزءاً من أهدافها، خاصّةً في استهداف المدنيين.