في بلدي لا يحدثُ شيء
أعرف معنى الموتِ الساكنِ في الأحياء
أحنُ إلى قلمٍ مرميٍّ بين أكداسِ كتبٍ
لم أقرأها
كي أختصَّ
وأعرفَ شيئاً محدوداً
عن عالمنا الهمجيِّ
المنكوشِ الشعرِ
المرميِّ مشاعْ
أشتاقُ لبنتٍ لم أعرفها
كانت كلمة سرٍّ للبرنامجِ
لم أعرف فتحه
أشتاقُ لشبرٍ لم أعبرْهُ
على بابِ القبرِ
وأسبحُ في أفقٍ معتم
أنزاح ككيسٍ بهواء الريف
يباغت ثقلاً في الصورة
ويحطِّم بلُّور الكاميرا
ويحث القلب على العصيان
أرتاح كثيراً مع تبغي
وأنا أهرب من عمري
المرتاح كسيفٍ ملَّ فناءَ الناسِ
وصار يريد فناء الذات
أمشي أبحث عن عين تعكس
قلبي لا ألقاها ولا ألقاه
أتكوَّرُ في الليل وحيداً
أسهر أكفر أو أقرأ شيئاً
يصبح عالمي المنشقَّ
وأنسى خذلان الأيامْ
أشعرُ أني صنمٌ واقفْ
أهربُ من إيقاعِ الشعرِ
وأدمنُكانسةَ الألغامْ
تتساقطُ في دربي الأحجارُ
وكلُّ صدامٍ صارَ نظامْ
وأسافرُ في الريحِ وحيداً
دون بلادٍ أو عنوانْ
حسين جرود